شهدت ولاية سيدي بوزيد خلال الفترة الأخيرة تسجيل عدد متزايد من الرجات الأرضية، انطلقت مع أول زلزال وقع بتاريخ 3 فيفري 2025، بلغت قوته 4.9 درجات على سلم ريشتر وتمركز بين المزونة والمكناسي.
ووفق ما أكده الدكتور رياض احمدي المختص في الجيولوجيا الهيكلية والزلازل، فإن عدد الرجات بلغ حوالي 17 رجّة، ترافقت مع رجّات خفيفة في مناطق أخرى من البلاد. وأوضح الخبير أن المخاطر الزلزالية في تونس تبقى ضعيفة إجمالًا، مضيفًا أن ما يحدث لا يُعتبر ظاهرة استثنائية بل يمثل جزءا من النشاط الطبيعي للأرض.
وبيّن في السياق ذاته أن الزلازل المتوسطة والقوية في تونس تسجل عادة على فترات زمنية طويلة، قد تمتد إلى 500 أو حتى ألف سنة، مما يفسر الهدوء الزلزالي النسبي الذي تعرفه البلاد.
وفيما يتعلق بطبيعة الرجات المسجلة، أوضح أن الظاهرة لا ترتبط بخصوصية جغرافية خاصة بسيدي بوزيد وحدها، بل تشمل مناطق أخرى جبلية مثل القيروان والقصرين وقفصة وشمال تونس، حيث أن تكوين السلاسل الجبلية في هذه المناطق نتج أساسًا عن النشاط الزلزالي التاريخي، الذي يحدث تشوهات طفيفة ومتراكمة عبر الزمن.
كما أشار إلى وجود صدوع جيولوجية نشطة في عدة جهات تونسية، تتسبب أحيانًا في زلازل خفيفة، وقد تُنتج زلازل أقوى على مدى مئات السنين.
رجات أرضية بارزة في تاريخ تونس
بالعودة إلى التاريخ، يعتبر زلزال سنة 1970 بمنطقة سيدي ثابت من ولاية أريانة أحد أقوى الرجات المسجلة في البلاد، حيث بلغت قوته 5.9 درجات. كما شهدت تونس سنة 1979 سلسلة من الرجات الأرضية المتقاربة زمنيا، تراوحت قوتها بين 4 و4.9 درجات، وشملت مناطق متفرقة كالوطن القبلي والساحل وجندوبة.
وفي عام 1989، تم تسجيل رجتين قويتين بلغت قوتهما 4.8 و4.9 درجات، حيث أدت الأولى إلى اهتزاز منصة بترولية بقابس، بينما تسببت الثانية في ظهور تصدعات بالأرض في المتلوي وقفصة.
أما في سنة 2024، فقد حلت تونس في المرتبة 55 عالميًا وفق تقرير مؤشر المخاطر العالمي، الذي يصنف الدول حسب تعرضها للكوارث الطبيعية وقدرتها على إدارتها. وجاء هذا التصنيف استنادًا إلى تقييم شامل شمل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، مما يضع تونس ضمن الدول ذات المخاطر المتوسطة مقارنة بباقي العالم.