في ظل تجدد الآمال بإحياء المسار الدبلوماسي المتعثر، تتجه الأنظار إلى سلطنة عمان حيث من المقرر أن تُعقد، غدًا السبت، الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وسط مناخ إقليمي ودولي مشحون بالترقب والحذر.
وفدان رفيعو المستوى.. ومحادثات “متخصصة”
يترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، فيما يقود الجانب الأميركي المبعوث الخاص ستيف ويتكوف. ووفق ما أعلنته الخارجية الإيرانية، فإن الاجتماع سيشمل محادثات تخصصية وفنية بالتزامن مع الجلسات السياسية الكبرى، وهو ما يعكس محاولة جادة لبناء أرضية تفاهم تقنية تُمهّد لاتفاق أوسع.
حسن النية شرط إيراني أساسي
أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن “تحقيق التقدّم في المفاوضات يتطلب إبداء حسن النية والواقعية من قبل الطرف الأميركي”، مشددًا على أن الوفد الإيراني سيبني خطواته استنادًا إلى سلوك الطرف المقابل، ولن يتردد في الدفاع عن حقوق إيران ومصالحها المشروعة.
واشنطن تعرض تسوية فنية.. وطهران تطالب برفع العقوبات
في المقابل، كشف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن استعداد بلاده للسماح لطهران بامتلاك برنامج نووي مدني شريطة استخدام وقود مستورد فقط، وهو ما فُهم كخطوة تسووية تهدف إلى الحد من قدرة إيران على تصنيع أسلحة نووية.
لكن عراقجي أعاد التذكير بثوابت طهران: رفع العقوبات، والاعتراف بحقها في التخصيب السلمي، معتبرًا أن الاتفاق “ممكن” إذا تحلّت واشنطن بالواقعية السياسية.
الملف النووي: بين التهديد العسكري وإشارات الانفراج
في الخلفية، لا تزال نبرة التهديد حاضرة في خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعاد التلويح بـ”الخيار العسكري” في حال فشل المفاوضات، بينما تواصل طهران التقدّم في تخصيب اليورانيوم، حيث بلغت نسبة التخصيب نحو 90%، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما يضعها على أعتاب القدرة على صنع قنبلة نووية.
هل ينجح مسار مسقط؟
المحادثات المرتقبة في عمان تمثل فرصة نادرة لاختبار مدى جدية الطرفين في تجاوز أزمة دامت سنوات، خاصة بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 وعودة العقوبات المشددة. فهل تكفي حسن النية والمرونة السياسية لإعادة قطار الاتفاق النووي إلى سكّته؟ أم أن الهاجس الأمني والتوجّهات الداخلية في كلا البلدين ستُجهض كل تقدم؟