من المتداول منذ القدم أن المسؤول يعطي المثل في كيفية النشاط لبقية العاملين فإذا كان من صنف الذي يأتي مبكرا و يغادر مع غلق الأبواب فإن الأمور تسير على أحسن وجه و إذا كان على العكس فلا يمكنه فرض الانضباط و هكذا بالنسبة للشعوب و للأمم فإن الأفراد يتأثرون بتصرفات نوابهم و برجال التعليم من مختلف المستويات و التفسير سهل فالنواب هم مرآة المجتمع و أهل التعليم هم من يزرعون بذرة العلوم لمستقبل أفضل.
و في هذه المرحلة من التاريخ الذي لن يغفل عن أي جزئية فإن نواب الشعب يتصرفون بأساليب جد سيئة سواء بسبب المبالغة في الغياب عن الحضور و هذه صورة قاتمة تدل على عدم الشعور بثقل المسؤولية في هذا الظرف الصعب إلى جانب تصرفات في الجلسات العامة تدل على فقر مدقع في فهم معنى تمثيل شعب بأكمله و أمة تنتظر بفارغ الصبر نتائج الأعمال…
و بدل أن يعطوا المثل في إقناع المواطنين بأن وطننا ينتظر الكثير من التضحيات يشتكي النواب في كل مناسبة من ضعف مرتباتهم و منحهم في وقت تتصاعد فيه نسبة الفقر في أرجاء البلاد…
و جاءت الضربة الموجعة الأخرى من أهل التعليم إذ أعلن أن أكثر من خمسة آلاف حالة غياب سجلت في أقل من شهر من بداية السنة الدراسية من طرف رجال التعليم و للتأكيد فإنها حالات غير مبررة.
فهذه إشارات لا تبعث على الاطمئنان أبدا على مستقبل الوطن… و لا شك أن تجاوزات أخرى تسجل هنا و هناك أكثر حدّة و خطورة فإذا كانت تصرفت النواب و أهل التعليم هكذا… فماذا يطلب المواطن من الآخرين و ماذا ينتظر من المستقبل سوى الصبر… و الخوف من هذه التصرفات المشينة…
محمد الكامل