السيد “ماهر بن عيسى” نائب رئيس الغرفة النقابية الوطنية لشركات التجارة الدولية: يجب تحوير قوانين الصرف من أجل مواكبة الإقتصاد العالمي

 

تم بعث مجلة الصرف منذ خمسة و أربعين سنة، و قد تغير العالم من حولها.. إلا أن هذه المجلة لا تزال ثابتة! و يعتبر هدفها الأساسي و النهائي تحوير الدينار، و لكن للأسف هذا الأمر غير ممكن التحقيق في الوقت الحاضر. و نحن كمشغلين اقتصاديين نواجه اليوم العديد من المشاكل بسبب مجلة الصرف.. و قد تمكنا هذه السنة من جني 38 ألف مليار عن طريق التصدير بنقص 6 آلاف مليار عن السنة الفارطة. أما اليوم فقد دخلنا عالما جديدا يتمحور حول إعادة التصدير و التجارة العالمية… و من أجل الدخول في التجارة العالمية، نجد أن قانون الصرف يفرض علينا إدخال الأموال التي بيعت بها السلع، ثم بعد ذلك يتم تسديد مستحقات المزود، و هذا الإجراء غير عقلاني بالمرة!

و في صورة ما إن كنا نشتغل مع إفريقيا، و لنا فيها بعض المشاريع، فإننا لا نستطيع تسديد أجور العمال بأي طريقة أخرى، كالاعتماد على الحسابات البنكية المفتوحة بالعملة الصعبة.

هذه المجلة لم تقدم أي جديد للساحة الإقتصادية، و من أكبر المشاكل التي نواجهها اليوم، افتقارنا للأهداف، أما عن القوانين فقد تم سنها فقط لأن هنالك نقصا في الميزانية و الأداءات، و ليس هناك خلق للقيمة المضافة. أما عن الأهداف فيجب أن يتم رسمها على مدى عشر سنوات، أي ما الذي نسعى لتحقيقه في سنة 2030؟ و يتمحور هدفنا الرئيسي في الإتحاد التونسي للصناعة و التجارة و الصناعات التقليدي أنه بحلول سنة 2030 يجب الوصول ل100 ألف مليار تصدير، و بهذا سنصل إلى قيمة 70% تصدير. حيث يصبح التصدير خالقا للثروة. و بهذه الأهداف سنصبح قادرين على العودة إلى الوراء من أجل إرساء القوانين و توفير التسهيلات. و لكن نحن مع الأسف و إلى حد هذه اللحظة لا نملك إستراتيجية على المدى الطويل! و هذه المشكلة تجعلنا عاجزين تماما عن التقدم.

يجب علينا إلغاء الفكرة التي تقول بأننا لا نملك سوى التصدير، ذلك أن لدينا إعادة التصدير و التجارة و السمسرة و التوريد… و عليه فهذا هو لب التجارة الدولية.

نحن اليوم نشتغل أساسا على السوق الإفريقية، و هي سوق واعدة توفر لنا ما يقارب الألف مليار ب2.6 لهذه السنة من مجمل صادراتنا.

بلغ ميزاننا التجاري الموجه لإفريقيا اليوم 800%. و لكن يجب أن لا نكتفي بالتصدير نحو إفريقيا بل يجب أن نستورد منها أيضا، فبواخر السلع يجب أن تذهب محملة و تعود محملة.

و تعتبر السوق الإفريقية كبيرة جدا، و من أجل الدخول فيها يجب علينا أولا تحيين قوانين الصرف.

و قد قمنا مؤخرا بتقديم مقترح للبنك المركزي يقضي بتحويل الفرنك الفرنسي الإفريقي بالدينار التونسي، و هذا من أجل تسهيل المعاملات.

يجب تغيير قانون الصرف في أسرع وقت ممكن

نحن في حاجة ماسة إلى تغيير قانون الصرف التونسي، و ذلك من أجل مواكبة كل التغييرات الحاصلة و العوامل المستجدة في الخمسة و أربعين سنة الماضية.. عندما نقوم اليوم بعمليات التصدير يجب أن نعي بأننا مطالبون بإعادة إدخال العملة لتونس، و هذا ما يفرضه علينا القانون.. شرط أن لا نتجاوز عتبة ال500 دينار.. و بالتالي كل هذه الإشكاليات تدفعنا إلى ضرورة تغيير القانون الحالي و تطويره. علما و أن الدينار التونسي في وضعية صعبة جدا، و لكن هذا يجب أن لا يمنعنا من محاولة تحريره و لو جزئيا، و ذلك عن طريق وضع برنامج للتحرير يصل حتى إلى سنة 2040.. و عليه فنحن في حاجة إلى خطة طويلة المدى من أجل تغيير القانون الحالي.

شارك المقالة

Read Previous

السيد “أيمن العابد” خبير محاسب: قانون الصرف مرتبط بقانون الإستثمار و القانون الجبائي

Read Next

السيدة “فائزة بن محمود الفقي” المديرة العامة لعمليات الصرف بالبنك المركزي سابقا: مجلة الصرف آلية للحفاظ على التوازنات المالية و مخزون العملة الأجنبية داخل الدولة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular