تواجه اليونان كارثة بيئية وإنسانية غير مسبوقة، حيث تندلع حرائق هائلة في مناطق واسعة من البلاد، وتتقدم بسرعة نحو العاصمة أثينا. وقد أجبرت هذه الحرائق آلاف السكان على الفرار من ديارهم، وتسببت في خسائر فادحة في الممتلكات والبنية التحتية، ودمرت مساحات شاسعة من الغابات والأراضي الزراعية.
وتعود أسباب هذه الحرائق إلى عدة عوامل، منها ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الشديد الذي تشهده المنطقة، بالإضافة إلى الرياح القوية التي تساعد على انتشار النيران بسرعة. وقد حذرت السلطات اليونانية من أن هذه الظروف الجوية قد تستمر لعدة أسابيع، مما يزيد من صعوبة السيطرة على الحرائق.
وتعمل فرق الإطفاء اليونانية، بدعم من دول أوروبية أخرى، على مدار الساعة لمحاولة احتواء الحرائق، ولكن جهودهم تواجه صعوبات كبيرة بسبب شدة الحرارة وسرعة انتشار النيران. وقد تم إجلاء العديد من القرى والمدن، بما في ذلك مدينة ماراثون التاريخية، التي تعد رمزاً للمقاومة اليونانية.
وتعتبر هذه الحرائق بمثابة ناقوس خطر يدق تحذيراً من عواقب التغيرات المناخية، والتي تؤدي إلى زيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مما يزيد من خطر اندلاع الحرائق.
بلال بوعلي