جريدة الخبير

فوزي الزياني.. كارثة ذبابة الزيتون تهدد الإنتاج وتكشف عن تقصير في الإجراءات الوقائية

ذبابة الزيتون تفتك بأشجار تونس وتكبد المزارعين خسائرا فادحة

 

أكد السيد “فوزي الزياني” خبير في السياسات الفلاحية، أن قطاع الزيتون في تونس شهد خلال الفترة الأخيرة هجوماً عنيفاً من ذبابة الزيتون، هذه الآفة التي استطاعت أن تدمر ما يقارب 107 ملايين شجرة زيتون، موجهة ضربة قاصمة لواحد من أهم القطاعات الزراعية في البلاد.
رغم أن ذبابة الزيتون هي آفة معروفة منذ سنوات وتنشط بشكل خاص في المناطق الساحلية خلال فصل الربيع، إلا أن انتشارها الواسع هذا العام فاجأ الجميع. وهذا ما عر فشل الجهات المعنية في اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في الوقت المناسب، مما أدى إلى تفاقم المشكلة وتضرر آلاف المزارعين.
* التقصير في الإجراءات الوقائية يكشف عن ثغرات خطيرة
تكمن خطورة الوضع في التأخر الشديد في اتخاذ الإجراءات الوقائية. فلو تم استخدام المصائد الفرمونية، وهي طريقة بيولوجية فعالة في الكشف عن الحشرة، منذ بداية ظهورها، لتم احتواء المشكلة في بدايتها. ولكن للأسف تم الاكتفاء بعمليات المكافحة بعد تفاقم الأزمة، مما يجعل من الصعب السيطرة على انتشار الآفة.

 

* الخسائر فادحة والمستقبل مجهول
تقديرات الخبراء تشير إلى أن الخسائر المادية التي لحقت بالقطاع الزراعي نتيجة لهذه الآفة فادحة. فالمزارعون خسروا جزءًا كبيرًا من محصولهم، مما أثر بشكل مباشر على دخلهم وأثر على الاقتصاد المحلي.

 

* ضرورة الاستثمار في الوقاية والبحث العلمي
أمام هذه الكارثة، يتوجب على السلطات الزراعية اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار الآفة وحماية ما تبقى من الأشجار.
يجب الاستثمار في البحث العلمي لتطوير طرق مكافحة أكثر فعالية، مع التركيز على الحلول البيولوجية التي تحافظ على البيئة. كما يجب توعية المزارعين بأهمية الوقاية والتحري المبكر عن الآفات، وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لمكافحتها.

 

لقد كشفت أزمة ذبابة الزيتون عن أهمية الوقاية في حماية القطاع الزراعي. فالتأخر في اتخاذ الإجراءات اللازمة يكلفنا غالياً، سواء على المستوى الاقتصادي أو البيئي. يجب أن نتعلم من هذه التجربة المريرة وأن نستثمر في بناء نظام زراعي أكثر مرونة وقدرة على مواجهة التحديات.

 

 

بلال بوعلي 
index