جريدة الخبير

ما لا نجده في السوق متوفر في الانتصاب الفوضوي

في الماضي القريب كان الانتصاب الفوضوي يقتصر على أشياء محدودة لأشخاص هم في الحقيقة يتصرفون عشوائيا و يعيشون حياة مضطربة و يبقى نشاطهم محدودا وتحت السيطرة و لكن و مع الأيام و ازدهار التسكع المنظم تدخل المهربون ووجدوا في هؤلاء جسورا لترويج تجارتهم على أوسع نطاق ثم اتسعت رقعة التهريب لتشمل كل السلع أي التجارة في أوسع معانيها سهلها تورط أشخاص من مختلف الآفاق سواء للاشتراك الفعلي في التلاعب بالسلع أو غض الطرف عن القانون و ترك المياه المتعفنة تغمر اليابسة و هذا ما ترك الفوضى تكتسح الميدان و انتصاب الشك حول جذور التهريب و من يرعاه و يحميه و يفسح له السبيل للتمديد ويغمر الجانب الذي يهم حياة المواطن مباشرة سواء عن المواد المدعمة أو عن الخضر و الغلال و تصل قمة التهريب و الاحتكار إلى اندلاع أزمات شملت السكر و السميد و الحليب في فترات بينما اختفى الزيت النباتي منذ أكتوبر 2014 و أخذ المهربون و المحتكرون يتصرفون في هذه المادة عانية و بأسعار يحددونها و كما يقول المثل ( على عينك ياتاجر ).

وبكل وقاحة يطلب المحتكرون و المهربون الزيادة في الكمية الموردة و وزارة التجارة تستجيب بكل سذاجة الشيء الذي أطلق العنان للشك حول إمكانية تورط من في الوزارة في الاحتكار ثم شمل التلاعب بالمواد الفلاحية و أخذت سيارات النقل الكبرى تجوب أنحاء الجمهورية واتجه مايسمى بالقشارة إلى شراء الإنتاج الفلاحي من الضيعات سواء المزروع أو على الأشجار و هنا نجد الفلاح يشتكي من تدني الأسعار التي باع بها محصوله بينما الأسعار تشتغل في الأسواق عند عرضها للعموم و لم تعد الأسعار تتنوع أو تختلف من منطقة إلى أخرى بل يحددها المهربون من بنزرت إلى بنقر دان فبالهاتف الجوال يقع يوميا تحديد أسعار الخضروات و الغلال و لمزيد الإرباح و حتى ترتفع أكثر فأكثر يقع صحب بعض لإنتاج التي لا نجدها في الأسواق و تعرض على حافة الطرقات … أي البلطجة في تحدي القانون لم تعد خافية عن النظار و في تردد السلطة في مطاردة الانتصاب الفوضوي دعما للتلاعب بالأسعار و هنا وجب التأكيد على سيادة القانون و فرض احترامه على الجميع لان شكوى البلديات و أعوان الأمن من تدخل الأحزاب و النواب و بعض النافذين في الدولة تشير إلى تشجيع خفي للفساد في معاناة العام و هذا لم يعد خفيا على إي مواطن مما يصيب المصداقية في مقبل…

و السؤال و البلاد في سنة الانتخابات هل سيقع الضرب على أيادي المهربين أو المحتكرين بقوة ليتنفس المواطن الصعداء و يشعر بالطمأنينة ؟؟ تساؤل تجيب عليه الأيام القادمة…   

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *