على هامش الندوة الصحفية للترجي الرياضي التونسي، اكتشفنا ليلة البارحة الوجه المشوه لكرة القدم التونسية، خاصة في نادي باب سويقة.
إذا تمعنا بعض الشيء في الندوة الصحفية السالف ذكرها و التي كان على رأسها المدرب المساعد للنادي، سنجد أنه قال حرفيا:” المدرب كان جيدا، المدرب كان واضحا و دقيقا، المدرب هو الذي خطط، المدرب ممتاز، المدرب، المدرب، المدرب…
إن هذا الخطاب يدل على أن المدرب المساعد فاقد تماما للشخصية و الأهلية و الخصال التي يجب أن تتوفر فيمن يتبوأ مثل هذا المكان، و هو ما يبين أن هذا السيد مجرد لعبة في يد المدرب الأول للفريق، في حين أن هذا المكان لا بد أن تشغله شخصية قوية و ذكية جدا، شخص قادر على تقديم الإضافة و الملاحظات الدقيقة، بل شخصية قادرة على أن تقول لا للمدرب الأول، لهذا تعتبر الندوة الصحفية التي شهدناها يوم أمس مهزلة بكل ما تحمله العبارة من معنى، و هو أحد الأسباب التي جعلت الترجي مؤخرا يتخبط في العقم، سواء على مستوى نتائج الفريق أو جمالية اللعب، إذ تعودنا على فريق ذو مهارات عالية يمتع المشاهدين و المتابعين قبل حتى أن يفكر في الفوز على الخصوم بفارق تهيدفي كبير.
إذن أصبحنا أمام فريق رياضي يشكو من العقم الهجومي، و لا يراعي و هو يلعب فوق المعشب الأخضر جماهيره التي تعودت بل و أدمنت تلك اللمسات الساحرة و اللعب الممتع الذي تدفع من أجله الجماهير المال، و تضحي بالوقت و أحيانا العمل و الدراسة فقط لمشاهدة نجوم باب سويقة و هم يتلألؤون فوق المعشب الأخضر…
بالتوازي مع هذه الندوة، كانت هناك ندوة صحفية ثانية للمدرب المساعد للنجم الرياضي الساحلي، تحدث فيها عن كل شيء إلا مقابلة كرة القدم! إذ تحدث عن الإعلام و الحكم، و اعترف بارتكاب فريقه لبعض الأخطاء… و لكن فريقه ارتكب العديد و العديد من الأخطاء الفادحة.
تمخضت هذه الندوة الصحفية للنجم الرياضي الساحلي عن فضيحة، فالمدرب المساعد كان جاهلا تماما بقوانين الفار، إذ لم يكن على وعي بأن الفار لا يتدخل عندما يكون هناك خطأ في وسط الميدان، و لا يتدخل سوى في حالة وجود ضربة جزاء أو هدف مشكوك في أمره، أو اعتداء قوي يستوجب ورقة حمراء، في غياب هذه الحالات الثلاث لا يحق للفار أن يتدخل لمعالجة خطأ في وسط الميدان، و يبقى الحكم هو سيد الموقف، و بالتالي هذا السيد لا يعرف أبجديات تقنية الفار، و لم يمثل ظهوره في هذه الندوة الصحفية سوى رغبة منه في بث الإثارة فقط.
إن هاتان الندوتان الصحفيتان كشفتا بشكل عميق عن الخور الكبير الموجود على مستوى ناديان عملاقان في الدوري التونسي! فما بالك ببقية الفرق المتواضعة؟
