سوريا: المأساة الإنسانية لم تخمد نيران الحرب السياسية

حرب ضروس مازال يعاني ويلاتها السوريين منذ سنة 2011 الى  حد اللحظة عمقتها مأساة إنسانية نتيجة زلزال ضرب البلاد يوم يوم الاثنين، في الرابعة صباحا بالقرب من مدينة غازي عينتاب التركية  الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر فخلف أكثر من 2700 وفاة، ونحو 5000 مصاب ولاتزال الحصيلة النهائية مجهولة وبعد مرور أكثر من 55  ساعة على الكارثة مازال السوريين  ينتظرون المساعدات من جميع الدول دون استثناء إلا أن الحسابات السياسية والتحالفات السياسية و الصراع الزعماتي في المنطقة بين الدول حال دون ذلك

نتيجة للدمار الشامل والاقتصاد المنهار، بعض المناطق السورية لا تصل فيها الكهرباء للبيوت وتوقفت مضخات المياه في المزارع فارتفعت الأسعار وأجبر الناس على شرب مياه من مصادر ملوثة وإنتشار الكوليرا، كان التعامل مع كارثة الزلزال في سوريا   مهمة صعبة خاصة في ظل سريان  قوانين العقوبات الاقتصادية خاصة قانون قيصر

و يعد قانون قيصر أهم أسباب تجاهل الدول مناشدة وزارة الخارجية والمغتربين السورية دول العالم ومنظماته المختصة لمد يد العون للحكومة السورية التي تعمل جاهدة بكل إمكانياتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه جراء الزلزال المدمر “وفق نص بيان الوزارة الذي لم يستجب له إلا دول قليلة على غرار روسيا الداعم الأول للسلطة السورية وإيران وتونس ومصر والجزائر والإمارات

فيما تجاهلت دول الإتحاد الأوروبي نداء الإستغاثة الذي أطلقه الهلال الأحمر، حيث قال رئيس المنظمة خالد حبوباتي، خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق: “أناشد جميع بلدان الاتحادالأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا «، متعهدا بـ “إيصال المساعدات الإغاثية لجميع مناطق سوريا بما في ذلك المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة

كما بين جيوباتي أن العقوبات الاقتصادية تؤثر على صعوبة الوضع الإنساني، وعمليات الإنقاذ صعبة بسبب الحصار و العقوبات فلا يوجد وقود حتى لإرسال القوافل

وتذرعت الولايات المتحدة بأن سبب رفضها التعامل مع السلطة السورية لإيصال المساعدات عن طريق مطار حلب الدولي بأنها تتعامل مع مَن سمّتهم الشركاء الإنسانيين المدعومين من الولايات المتّحدة وعن طريق الحدود التركية

إلا أن معبر باب الهوى الذي يعد الشريان الوحيد ونقطة العبور الوحيدة التي تربط تركيا وسوريا والمسموح بها لإيصال المساعدات من تركيا إلى سوريا خاصة المناطق الغير خاضعة للسلطة السورية ، تضرر الطريق المؤدية له بسبب الزلزال مما عسر عملية إيصال المساعدات وفق ما أوضحه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركي

ولعل هذا ما يفسر مطالبة مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بضرورة دخول أي دعم عبر دمشق ومن داخل سوريا وليس عبر الحدود مع تركيا

وما يؤكد منطقية وإنسانية هذا المطلب تصريح رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بأن جميع مساعدات الاتحاد الأوروبي يتم إرسالها إلى تركيا لمواجهة تداعيات الزلزال واعتزامه إثارة المسألة في اجتماع المجلس الأوروبي قائلا ” هذه ليست مسألة الاعتراف بأي نظام إنها تتعلق بإنقاذ الأشخاص الذين يعانون من ضائقة شديدة ويحتاجون بشدة إلى مساعدتنا”

وأفادت لجنة الأمم المتحدة بشأن سوريا أن السوريون يعانون أصلاً شتاءً قاسياً وسط استمرار تفشي وباء الكوليرا ومعاناة المرافق الصحية وعمال الإغاثة طوال سنوات الحرب ويوجد في سوريا أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم: 6.8 مليون شخص ويعتبر عدد السوريين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة هو الأعلى منذ بداية الحرب، وترى اللجنة أنه من المرجح أن يؤدي هذا الزلزال إلى زيادة أعباء السوريين المتضررين، ولا سيما النساءو الأطفال

في الطرف المقابل كيان مارق إرتكب مجازر و مآسي إنسانية مخلفا دمارا ضعف ما سببه الزلزال يسعى لإستغلال الأمر لصالحه مدعيا ان سوريا طلبت المساعدة من “إسرائيل” وهو الأمر الذي نفته السلطة السورية

وبين تعنت الولايات المتحدة الأمريكية ورفضها رفع العقوبات وعجز الرئيس السوري بشار الأسد عن مجابهة الكارثة تتزايد الجثث في صفوف الشعب السوري ويقبرون تحت الركام متساءلون “بأي ذنبن قتل”؟

سندس الحناشي

Read Previous

النفايات الإيطاليّة.. مُجمل الأحكام الصّادرة في حقّ المتّهمين

Read Next

زلزال تركيا وسوريا: عدد القتلى يُقارب 16 ألف.. والحصيلة في ارتفاع

Most Popular