جريدة الخبير

60بليون دولار على ذمة القطاع الخاص وعلى الشركات التونسية استغلال الفرصة

استضاف برنامج “L’Expert ” في حلقته الثامنة عشر من الموسم الخامس الذي يبث على قناة ” تونسنا ” مجموعة من الخبراء والمستشارين والفاعلين الاقتصاديين للحديث عن اخر المستجدات في عالم المال والاعمال وعن العديد من الملفات الحارقة وفيما يلي نص الحوار:

السيد ناصر الحيدوسي: رئيس الغرفة التجارية التونسية الامريكية

ان تظاهرة “ازدهار افريقيا” هي مبادرة اخذتها الحكومة الامريكية وقد أقيمت نظرا لثلاثة أسباب ففي سنة 2001 إدارة كلنتون قامت باتفاق الAGOA مع افريقيا وبعد عشرين سنة وعند تقييم لهذه الاتفاقية وجدوا ان المبادلات التجارية بين افريقيا والولايات المتحدة تمثل فقط 1 بالمائة من المبادلات الاقتصادية وعملوا مع 44 بلدا ولكن في الأخير وجدوا ان 80 بالمائة من المبادلات يقومون بها مع بلدين فقط وهما جنوب افريقيا ونيجيريا وعند ملاحظتهم وجدوا ان الاستثمار الذي قاموا به لا يوجد فيه لا نمو ولا تنمية ويوجد هنا تقرير فشل في المبادلات التجارية بين أمريكا وافريقيا وثانيا وعندما راجعوا الوضع الجيوسياسي وجدوا انفسهم مبعدين عن هذه القارة ووجدوا قوة أخرى موجودة والشركات الامريكية غير موجودة فقاموا بتقرير اخر جاء فيه انهم بحاجة الى نمو حتى يشتغل الاقتصاد وحتى تتنفس الشركات الكبيرة يلزمها الجرد وقد كانوا من قبل يعملون في السوق الامريكية التي بدأت بالتقلص والسوق الأوروبية التي تراجع نموها وعرفوا ان مستقبل النمو سيكون في افريقيا لذلك قرروا تغيير سياستهم مع افريقيا فبعد ان كانوا يرون افريقيا قارة للتجارة اصبحوا يرونها قارة للاستثمار وخلقت بذلك تظاهرة “ازدهار افريقيا” فهم لديهم 16 إدارة كانت مهتمة بإفريقيا فقرروا القيام بشباك موحد او إدارة موحدة وسميت DFC وخصصوا 60 بليون دولار لكل افريقيا.

وللتذكير هنا، فان المبادرة انطلقت من تونس وهنا اريد التوجه بالشكر الى السفير التونسي بواشنطن السيد فيصل قويعة الذي عمل كثيرا هو وفريقه حتى تستضيف تونس هذه المبادرة وكذلك كان لسفير أمريكا بتونس فضل كبير حتى يقنع الإدارات الامريكية بالقدوم الى تونس في ظرف صعب لان حجم معاملاتنا مع أمريكا ليس بكبير فنحن نصدر قرابة 360 مليون دولار ونستورد قرابة 390 مليون دولار وقد انخفض تصديرنا في السنة الفارطة فبعد ان كان 630 مليون دولار تصدير نزلنا الى 360 مليون دولار تصدير ويوجد بلدان أخرى تقوم بأكثر من ذلك فجنوب افريقيا مثلا تقوم ب8.5 مليار دولار تصدير و5.6 مليار توريد وأكثر معاملاتهم هنا تتمثل في الخدمات والمعاملات البنكية.

وأريد التوضيح هنا ان الشركات الامريكية لم تكن تتوجه في السابق لإفريقيا لأمرين اثنين أولا لوجود المخاطر وثانيا لقلة الموارد ومبادرة “ازدهار افريقيا” الغت المشكلتين فحتى عند عدم وجود الموارد ويوجد مشاريع سيتم تمويلها و60 بليون دولار سيتم اعطاؤها للقطاع الخاص لاستثمارها وكذلك سيتم تأمين كل المخاطر والمطلوب هنا من الشركات التونسية إيجاد الفرص بمعنى المشاريع وحتى بعدم وجود تمويلات من ذلك البلد يمكن ان يوجد اليوم الشريك الأمريكي.

وكمثال هنا، إذا توجهت الى بلد لا يوجد فيه الياف ضوئية وتريد القيام بها وانت تعرف كيفية تنفيذ المشروع ولكن ذلك البلد لا يملك الموارد المالية لتنفيذ المشروع فيمكنك اليوم الرجوع الى الغرف التجارية الامريكية الموجودة في كل افريقيا وسيجدون لك الشريك الأمريكي وأحيانا يمولون حتى الدراسات مجانا ويتم تمويل المشروع أيضا.

وهنا اريد الإشارة الى اننا كغرفة تجارية تونسية أمريكية قمنا بمشروع “مختبر التصدير” وأخذنا 15 شركة من “ستارت آب” في التكنولوجيا و15 شركة في الصناعات التقليدية و15 شركة في الاعمال الزراعية ويوجد شركات قمنا بكراء مكان لها في “سيلكون فالي” كحاضنة واستقرت هناك ستة أشهر وعندما عادت شركتين من الشركات أمضت عقودا كبيرة مع الشركات في أمريكا لبيع منتوجاتها وبالآلية الجديدة لازدهار افريقيا يمكن ان نعيد نفس العملية ولكن نوجههم للسوق الافريقية.

ويوجد حاليا قرابة 40 إطار سام من الإدارة الامريكية تحولوا الى تونس ونتمنى إنجاز ثلاث او أربع مشاريع جيدة ونقوم ببعثها كمشاريع رائدة حتى نستفيد من برنامج ازدهار افريقيا ونتمنى ان تكون الشركات التونسية هي المشاركة الأولى في برنامج ازدهار افريقيا وهي فرصة كبيرة جدا للشراكة التونسية الامريكية في افريقيا.

وبالنسبة لعلاقاتنا الاقتصادية الدولية، أتصور انه حسب المنطق فإن السوق الأقرب جغرافيا هي التي يجب ان نتوجه اليها والسوق الامريكية نعمل معها ولدينا نظام  يمكننا من ادخال المنتوجات لأمريكا دون ان ندفع آداءات ونحن بصدد الاستثمار في أمريكا وصادراتنا في النسيج في تزايد ولكن طبيعة السوق الامريكية بعيدة عنا وطبيعيا نحن لدينا سوقنا جنوب تونس وأوروبا ولكن هذا لا يعني اننا لا نعمل مع أمريكا فصادرات الصناعات التقليدية تضاعفت ثلاث مرات السنة الماضية لأننا اهتممنا بها وأطرنا الحرفيات والحرفين ويوجد هناك إمكانيات يمكن ان نستعملها كما يمكن ان نستعمل الإمكانيات في افريقيا.

index

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *