سبق أن عبّرنا، بكل موضوعية ومسؤولية، عن إشادتنا بنجاح لجنة الإعلام بأيام قرطاج السينمائية في إدارة الندوة الصحفية التي انتظمت سابقًا، من حيث حسن التنظيم، والإحاطة بالصحفيين، وتيسير مهامهم، وهو ما جعل ما حدث لاحقًا مثار استغراب وتساؤل مشروع.
فما حصل اليوم يكشف عن ارتباك واضح في التنسيق وسوء تصرّف لا يليق بتظاهرة وطنية بحجم أيام قرطاج السينمائية، ويطرح تساؤلات جدية حول طريقة التعامل مع الصحفيين المعتمدين.
إذ إلى حدود هذه اللحظة، لا يزال عدد هام من الزميلات والزملاء الصحفيين دون شارات التغطية الخاصة بالمهرجان، رغم استكمالهم جميع الإجراءات المعمول بها، من تسجيل مسبق عبر المنصة الرسمية، إلى تأكيد الحضور هاتفيًا إلى حدود صباح اليوم.
كما تمّ منذ الصباح التنسيق مع أحد أفراد لجنة الإعلام بخصوص تسلّم الشارات، حيث أُبلغنا بأنّ ذلك سيتم بعد منتصف النهار. غير أنّ الاتصال انقطع لاحقًا، ومع تعدد محاولات التواصل مع بقية المنظمين، لم نتلقَّ سوى وعود متضاربة وإحالات من طرف إلى آخر، قبل أن نُفاجأ في النهاية بإعلامنا بأنّ باب التسجيل قد أُغلق منذ منتصف نهار اليوم، دون سابق إشعار أو توضيح رسمي.
إنّ هذا الأسلوب في التعامل لا ينسجم مع أبسط قواعد التنظيم ولا مع مكانة الصحفيين، ولا مع تاريخ مهرجان عريق يُفترض فيه احترام شركائه الإعلاميين وضمان ظروف عملهم.
ونذكّر في هذا السياق بأنّ أيام قرطاج السينمائية مهرجان وطني تشرف عليه الدولة، وأنّ تسهيل عمل الصحفيين واحترامهم ليس تفضّلًا من أي جهة، بل واجب مهني وأخلاقي.
سامي غابة




