شهدت مدينة مراكش المغربية حدثًا بارزًا في مجال التعاون الأمني الدولي، حيث انتُخب المدير العام للأمن العمومي، عصام الفتوي، اليوم الخميس، ممثّلًا لقارّة إفريقيا في اللجنة التنفيذية للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) للفترة 2025 – 2028، وذلك خلال انعقاد الدورة 93 للجمعية العامة للمنظمة من 24 إلى 27 نوفمبر 2025.
فوز تونسي يعزّز الحضور الإقليمي والدولي
وجاء هذا الانتخاب إثر تجديد عدد من المناصب داخل اللجنة التنفيذية، حيث أسفرت الانتخابات عن فوز مرشّح تونس بهذا المنصب الرفيع، وفق ما أعلنت عنه وزارة الداخلية. واعتبرت الوزارة أن هذا التتويج يمثّل اعترافًا دوليًا بمكانة تونس الرائدة في مجال التعاون الشرطي، ويجسّد الثقة التي تحظى بها المؤسسات الأمنية التونسية على الساحة الدولية.
وأكدت الداخلية أن هذا المكسب سيساهم في تعزيز حضور تونس داخل الهياكل الأمنية الإقليمية والدولية، ويمنحها دورًا أكبر في صياغة التوجهات الإستراتيجية للإنتربول.
تمثيل إفريقي مشترك
وسيُمثّل عصام الفتوي إفريقيا إلى جانب محمد إبراهيم أمين من كينيا، اللذيْن فازا معًا بالمنصب نفسه المخصص للقارة. ويمثل هذا الثنائي صوت إفريقيا داخل المجلس التنفيذي الذي يتولّى رسم السياسات العامة للإنتربول والإشراف على تنفيذ قرارات الجمعية العامة.
اللجنة التنفيذية… العقل الإستراتيجي للإنتربول
تُعدّ اللجنة التنفيذية واحدة من أهم هياكل الإنتربول، حيث تتولى:
-
تحديد التوجه الإستراتيجي للمنظمة
-
الإشراف على تنفيذ قرارات الجمعية العامة
-
ضمان حسن إدارة عمل المنظمة والتنسيق مع الأمانة العامة
ويضم هذا الهيكل أعضاء منتخبين يمثلون مختلف مناطق العالم، بما يعكس التوجّه نحو حوكمة متوازنة وتمثيلية تراعي أولويات الدول الـ196 الأعضاء.
وتشير المعطيات الرسمية للمنظمة إلى أنه تم خلال دورة مراكش انتخاب ستة أعضاء جدد لتعويض المناصب الشاغرة، وذلك ضمن عملية انتخابية تُعدّ من أهم المحطات السنوية للإنتربول.
مواصلة المهام الوطنية بالتوازي مع الدور الدولي
من الجدير بالذكر أنّ جميع أعضاء اللجنة التنفيذية يحتفظون بمناصبهم الأصلية في بلدانهم طوال فترة ولايتهم، ما يضمن نقل الخبرات الوطنية إلى المنظمة وتعزيز التفاعل بين الهياكل الأمنية الوطنية والدولية.
تعزيز الثقة الدولية في الكفاءات التونسية
يمثّل انتخاب عصام الفتوي خطوة جديدة في مسار تثبيت حضور تونس داخل المنظمات الأمنية الدولية، ويعكس حجم الثقة الدولية في أداء أجهزتها الأمنية وقدرتها على الإسهام في تعزيز التعاون الشرطي ومكافحة الجريمة العابرة للحدود.
وبهذا التتويج، تُكرّس تونس موقعها كشريك فاعل في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي من خلال هياكل الإنتربول ومبادراته الاستراتيجية.

















