في أول زيارة له إلى واشنطن منذ سبع سنوات، عبّر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن رغبة المملكة في الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية، لكنه شدّد على ضرورة أن يكون الطريق نحو حلّ الدولتين بين فلسطين وإسرائيل مرسوماً بوضوح قبل الإقدام على أي خطوة تطبيعية جديدة.
وخلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي، قال بن سلمان: “نرغب في أن نكون جزءاً من الاتفاقات الإبراهيمية… لكننا نريد أيضاً التأكد من أن الطريق نحو حلّ الدولتين مرسوم بوضوح”. وأكد أن المباحثات مع ترامب حول الملف الفلسطيني كانت “بنّاءة”، مشيراً إلى أن العمل سيتواصل من أجل “تهيئة الظروف المناسبة” لتحقيق تقدّم في هذا المسار.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أعلن ولي العهد عن زيادة قيمة الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، والتي كانت قد بلغت 600 مليار دولار. وقال بن سلمان لترامب: “بإمكاننا اليوم وغداً أن نعلن أننا سنزيد مبلغ الـ600 مليار إلى نحو تريليون دولار للاستثمار”، ما يعكس توجهاً سعودياً لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع واشنطن على نحو غير مسبوق.
الاتفاقات الإبراهيمية… الأسس والمضامين
تُعرف الاتفاقات الإبراهيمية بأنها مجموعة تفاهمات واتفاقيات تطبيعية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وتهدف إلى تعزيز التعاون والسلام تحت مظلة رمزية تُحيل إلى النبي إبراهيم، باعتباره جامعاً للأديان الإبراهيمية الثلاثة.
وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، ترتكز هذه الاتفاقات على مبادئ أبرزها:
-
تعزيز السلام في الشرق الأوسط والعالم على أساس التعايش والاحترام المتبادل.
-
دعم الحوار بين الأديان والثقافات وترسيخ ثقافة السلام.
-
التأكيد على أن الحوار والتعاون هما السبيل الأمثل للتعامل مع تحديات المنطقة.
-
ترسيخ قيم التسامح واحترام الكرامة الإنسانية دون تمييز.
-
دعم مجالات العلم والفنون والطب والتجارة كجسور للتقارب بين الشعوب.
-
القضاء على التطرف والنزاعات لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
-
دعم الجهود الرامية إلى توسيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودول الجوار.
اتفاقات تُغيّر خارطة المنطقة
يصف معهد الاتفاقيات الإبراهيمية للسلام، ومقره واشنطن، هذه التفاهمات بأنها “نقطة تحوّل جوهرية” في العلاقات العربية–الإسرائيلية، مؤكداً وفق تقرير نشره موقع BBC أن الاتفاقات “تُمهّد لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وتفتح آفاقاً لمستقبل قائم على السلام والتسامح وتكافؤ الفرص في الشرق الأوسط”.
وتأتي تصريحات ولي العهد السعودي في لحظة سياسية حساسة، حيث تراقب المنطقة تحولات كبرى في موازين القوى والتحالفات، بينما تواصل الرياض رسم دورها الإقليمي وفق معادلة تجمع بين الحزم السياسي والواقعية الدبلوماسية والانفتاح الاقتصادي.
وكالات

















