تقع تستور شمال غرب تونس، وهي إحدى مدن ولاية باجة العريقة، اشتهرت بطابعها الأندلسي المميز الذي يظهر في معمارها وهندستها التقليدية وموسيقاها، وخاصة في فنّ المالوف الذي تحتفظ به كجزء أصيل من تراثها الثقافي. كما تُعرف المدينة بإنتاجها الوفير من الرمان ذي الجودة العالية، مما جعلها تنظم سنويًا مهرجانًا يحتفي بهذه الثمرة التي أصبحت رمزًا لتستور وهويتها الزراعية والسياحية.
شهدت مدينة تستور خلال الفترة الممتدة من 29 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2025، حركية غير مسبوقة بمناسبة تنظيم الدورة التاسعة لمهرجان الرمّان، حيث قدّر الناطق الرسمي باسم جمعية “مهرجان الرمان” رابح عكاز عدد الزوار بأكثر من 300 ألف زائر، من بينهم ما بين 7 و9 آلاف تابعوا مختلف السهرات والفقرات الفنية للمهرجان.
وأوضح عكاز، في تصريح له، أنّ الزائرين استمتعوا بتنوّع المنتوجات الحرفية لتستور والمناطق المجاورة، وبمذاق ثمرة الرمّان ومشتقاتها مثل معجون الرمّان، إلى جانب متابعتهم لمسابقة الطهي الفرجوي التي شارك فيها طباخون محترفون.
وأشار إلى أنّ الندوات العلمية التي انتظمت على هامش المهرجان قدّمت توصيات متعددة، أبرزها الدعوة إلى العودة إلى الممارسات الأندلسية القديمة في نظام الريّ والعناية بشجرة الرمّان لتحسين جودة المنتوج وتعزيز مردوديته الاقتصادية.
وعرفت المدينة يوم الأحد، الموافق لاختتام المهرجان، انتعاشة تجارية كبيرة وفقرات تنشيطية متنوعة، من بينها عروض لماجورات قصر هلال، وتنشيط للأطفال، واستعراض “الزيطة”، إلى جانب سهرة فنية مع فرقة “الخمسة” بقيادة خميس شوية.
وانطلق المهرجان يوم الأربعاء بمحاضرة حول السياحة في تستور ومداخلة للمجمع المهني المشترك للغلال، تلتها خرجة لفرق المالوف والعيساوية، وعروض فنية لفرق الإنشاد التراثي والفنانين درة الفورتي ومحمد الجبالي وأنيس الخماسي.
وتواصلت العروض في الأيام التالية بمحاضرات علمية حول الممارسات الفلاحية القديمة عند الأندلس، وعروض فنية للدبكة السورية والتراث الغنائي الكافي، فيما خُصّص اليوم الرابع للطبخ الفرجوي وتذوق الأكلات الأندلسية، إلى جانب عرض موسيقي شبابي لـ”الراب” وسهرات فنية مع هشام سلام وعادل يونس.
وتعدّ تستور من أبرز مناطق إنتاج الرمّان في تونس، إذ بلغت مساحات غراسات الرمّان بولاية باجة 1600 هكتار، منها 1250 هكتاراً بتستور والسلوقية على ضفاف وادي مجردة. ومن المنتظر أن تصل صابة الموسم الحالي إلى نحو 15 ألف طن، منها 12 ألف طن بمعتمدية تستور، التي تُعدّ أهم مركز لإنتاج الرمّان بالولاية وعلى المستوى الوطني، بفضل أصنافها المميزة على غرار “التونسي” و”القابسي”.
ابمان مهني
















