في حادثة صادمة هزّت الرأي العام بولاية المنستير، كشف مساعد وكيل الجمهورية والناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالمنستير، محمد المكي فرج، أنّ مرتكب جريمة القتل المروّعة التي جدّت يوم 21 أكتوبر 2025 بمدينة الشراحيل هو طفل لم يتجاوز 15 سنة من عمره.
وأوضح المكي فرج، في مداخلة على إذاعة الجوهرة أف أم، أنّ الطفل الجاني طعن شابًا يبلغ من العمر 22 عامًا بسكين على مستوى القلب داخل مقهى بالجهة، وذلك إثر مناوشة كلامية تحوّلت إلى مشاجرة قاتلة.
وأضاف أنّ الضحية هدّد الطفل وطالبه بمغادرة المقهى وعدم العودة إليها، فما كان من الجاني إلا أن عاد حاملاً سكينًا وسدّد له طعنة واحدة كانت كفيلة بإنهاء حياته على الفور.
وقد تعهّد قاضي التحقيق المختص في قضايا الأطفال بالملف، من أجل القتل العمد مع سابقية القصد وحمل ومسك سلاح أبيض.
وبيّن المكي فرج أن الطفل الجانح لا يمكن أن يُحكم عليه بالإعدام، مشيرًا إلى أنّ القاضي يأخذ بعين الاعتبار سنّ الجاني وظروف الجريمة والبحث الاجتماعي عند تحديد العقوبة.
وأوضح أن القانون التونسي يوفّر تدابير خاصة بالأطفال الجانحين، مثل إيداعهم بمراكز إصلاح أو تأهيل، بهدف منعهم من الانخراط في عالم الجريمة وإبعادهم عن السجون العادية.
هذه الجريمة المروّعة أعادت إلى الواجهة مسألة العنف في صفوف القُصّر وغياب الرقابة الأسرية والاجتماعية، لتطرح من جديد أسئلة مؤلمة حول ما يحدث داخل بعض المقاهي والأحياء… وكيف تحوّل الخلافات العابرة إلى مآسٍ دامية.
















