نابل – شهد الموسم السياحي هذا العام تطوراً غير مسبوق على مستوى ولاية نابل، حيث امتدّ موسم السياحة حتى أواخر أكتوبر، في سابقة نادرة لم تشهدها المنطقة خلال السنوات الماضية.
وأوضح طاهر الزهار، رئيس الجامعة الجهوية للنزل بنابل، في تصريح خاص لـ”الجوهرة أف أم”، أن الانطلاقة كانت صعبة خلال شهري جويلية وأوت بسبب ارتفاع الأسعار ونقص الرحلات الجوية والاكتظاظ، ما دفع أغلب السياح لتأجيل زياراتهم إلى فصل الخريف، حيث الطقس المعتدل والأسعار المنخفضة والشواطئ الأقل ازدحاماً.
وأشار الزهار إلى تغير واضح في سلوك المستهلك السياحي، إذ بات يفضل الراحة والهدوء على حساب التوقيت التقليدي للعطلة الصيفية. وقال: “التحول نحو فصل الخريف يعكس وعي السياح بأهمية جودة تجربة السفر، وليس مجرد التواجد في فترة الذروة.”
وفي ما يخص الجنسيات، أكد الزهار أن السياح التونسيين يحتلون المرتبة الأولى، يليهم الجزائريون والفرنسيون، بينما تظل السوق الروسية مهمة رغم تراجعها بعد جائحة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية. وذكر أن السوق الصينية لم تُستغل بالشكل الكافي بسبب غياب الخط الجوي المباشر بين تونس والصين، معتبراً أن استثمارها يمكن أن يعزز من جاذبية الوجهة التونسية من خلال رحلات متعددة الوجهات.
وعلى صعيد التحضيرات لاحتفالات رأس السنة، أفاد الزهار بأن العمل جاري لتوفير رحلات جوية كافية وضمان موسم احتفالي ناجح، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الوضع البيئي في المناطق السياحية لضمان استدامة الجذب السياحي وتعزيز صورة تونس كوجهة رائدة.
واختتم الزهار تصريحاته بالقول: “نابل اليوم تمثل نموذجاً في التكيف مع التغيرات السياحية العالمية، وموسم الخريف هذا العام يؤكد أن الوجهة التونسية قادرة على اجتذاب السياح خارج فترات الذروة، مع الحفاظ على البيئة والراحة المطلوبة.”