بعد أيام من الترقّب والقلق، يعود اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025 إلى تونس خمسة عشر تونسيًا من المشاركين في أسطول الصمود، بعد احتجازهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي إثر اعتراض الأسطول في المياه الدولية.
وخلال فترة احتجازهم في سجن كتسيعوت بصحراء النقب، عاش المشاركون ظروفًا قاسية تخللتها انتهاكات ومعاملة لاإنسانية من قبل سلطات الاحتلال، عقب اعتراض القافلة البحرية التي ضمت مئات النشطاء والمتطوعين من دول مختلفة.
ومن المنتظر أن تصل هذه الدفعة إلى تونس عشية اليوم، بعد ترحيلهم من الأراضي المحتلة إلى الأردن، ومنها إلى تونس، في وقتٍ سبق أن عادت دفعة أولى تضم عشرة تونسيين يوم الأحد الماضي عبر مطار إسطنبول.
وكانت السلطات الأردنية قد تسلّمت، صباح أمس الثلاثاء 7 أكتوبر، الدفعة الثانية من التونسيين بين الساعة الثامنة والعاشرة صباحًا بتوقيت عمّان، عبر جسر الملك الحسين، بحضور ممثلين عن السفارة التونسية، وفق ما أكده الفريق القانوني المساند لأسطول الصمود.
وضمّت قائمة العائدين كلًّا من: سيرين الغرايري، فداء عثمني، مهاب السنوسي، مازن عبد اللاوي، لؤي الشارني، خليل الحبيبي، أشرف خوجة، جهاد الفرجاني، نبيل الشنوفي، محمد أمين حمزاوي، ياسين القايدي، وائل نوار، غسان الهنشيري، ومحمد علي.
كما شملت عملية الإفراج والترحيل مشاركين من الجزائر، والمغرب، والكويت، وليبيا، والأردن، وباكستان، والبحرين، وتركيا، وسلطنة عُمان، في مشهد يجسّد وحدة الشعوب العربية والإسلامية في دعم القضية الفلسطينية ورفض الحصار الجائر على غزة.
وثمّن الفريق القانوني المساند للأسطول صمود المشاركين وثباتهم رغم ما تعرضوا له من تعذيب جسدي ونفسي، مؤكدًا أن ذلك لم يزدهم إلا إصرارًا على التمسك بقضيتهم الإنسانية العادلة. كما أشاد بجهود محامي مؤسسة “عدالة” الذين واصلوا المتابعة القانونية الدقيقة رغم التضييقات، وساهموا في تسريع الإفراج عن المحتجزين.
إنّ أسطول الصمود لم يكن مجرّد رحلة بحرية نحو غزة، بل رسالة ضمير عالمي تعبّر عن أن الإنسانية لا تُقاس بالقوة، بل بالإرادة والعزيمة.
لقد واجه هؤلاء النشطاء الخطر والاعتقال من أجل إيصال صوت المحاصَرين في غزة، مؤكدين أن الإيمان بالقيم العادلة لا يُهزم، وأن النور مهما تأخّر لا بدّ أن يعبر الحصار.