تشهد السياحة التونسية خلال عام 2025 ديناميكية جديدة، مع توقعات ببلوغ عدد السياح 11 مليون زائر، في خطوة تهدف إلى تجاوز أرقام ما قبل جائحة كورونا. ويعود هذا الانتعاش إلى مجموعة من العوامل، أبرزها الحملات الترويجية الموجهة نحو الأسواق الأوروبية، وتوسيع العروض السياحية لتشمل أنماطًا جديدة كالسياحة الفلاحية والريفية، إلى جانب تحسن مناخ الاستثمار وتكثيف الربط الجوي مع وجهات استراتيجية مثل المملكة المتحدة.
مؤشرات إيجابية للنمو السياحي
-
ارتفاع في عدد السياح: تسعى تونس إلى تجاوز مستوى السياحة الذي حققته في عام 2019، معززةً توقعاتها باستقبال 11 مليون سائح خلال 2025، ما ينعكس إيجابًا على الإيرادات السياحية.
-
حملات ترويجية مبتكرة: أطلقت وزارة السياحة حملة دعائية واسعة تحت شعار “عيش اللحظة.. عيش لحظة تونس”، معتمدة على الوسائط الرقمية والإعلام الأوروبي لاستقطاب شرائح جديدة من الزوار.
-
عودة الاستثمارات السياحية: بدأت الثقة تعود تدريجيًا إلى المستثمرين، حيث تسجل تونس تزايدًا في نوايا الاستثمار في مشاريع سياحية كبرى ومتنوعة.
-
تعزيز الربط الجوي: تعمل السلطات على فتح خطوط جديدة وربط تونس بعدد أكبر من العواصم الأوروبية، إلى جانب التفاوض مع دول مثل الصين لزيادة التدفقات السياحية.
تنويع المنتج السياحي
-
السياحة الداخلية: تسعى الجهات المعنية إلى تشجيع السياحة المحلية من خلال تطوير منصات رقمية لتسهيل الحجز وتنظيم العروض، مع التركيز على البعد الاجتماعي للسفر.
-
السياحة الفلاحية والريفية: بالتعاون مع وزارة الفلاحة، يتم الترويج لهذا النوع من السياحة كمجال بديل وجذاب، يُثري العرض السياحي التقليدي.
-
تحسين جودة الخدمات: يتم العمل على رفع مستوى الخدمات عبر تحسين النظافة، حماية المناطق الطبيعية والسياحية، وتنشيط المدن من خلال مهرجانات وفعاليات ثقافية وفنية.
تحديات قائمة تهدد وتيرة التعافي
رغم المؤشرات الإيجابية، لا تزال السياحة التونسية تواجه مجموعة من التحديات الهيكلية:
-
منافسة إقليمية حادة: تواجه تونس ضغطًا متزايدًا من وجهات منافسة كتركيا، المغرب، ومصر، التي تقدم عروضًا سياحية بأسعار تنافسية.
-
ارتفاع تكلفة الإقامة: أبدى مهنيون ومراقبون قلقهم من ارتفاع الأسعار في النزل التونسية مقارنة بالأسواق المنافسة، ما قد يؤثر على جاذبية الوجهة.
-
مشكلات في التمويل: يبقى التمويل من أبرز العوائق، إذ تعاني العديد من المؤسسات السياحية من صعوبات في الحصول على قروض مصرفية، ما يعيق توسعها أو تجديد بنيتها التحتية.
تعيش السياحة التونسية مرحلة مهمة من الانتعاش في 2025، مدفوعةً باستراتيجيات ترويجية وتنموية واعدة. ومع ذلك، فإن الحفاظ على هذا الزخم يستدعي معالجة التحديات القائمة، خصوصًا فيما يتعلق بالتكلفة التنافسية والتمويل، لضمان استدامة النمو وجعل تونس وجهة مفضلة على خريطة السياحة العالمية.
ايمان مهني