شهدت شواطئ معتمدية سليمان من ولاية نابل خلال الأيام الأخيرة نفوقًا جماعيًا لعدد من الأسماك وتغيرًا ملحوظًا في لون مياه البحر، ما أثار حالة من القلق والغليان في صفوف المواطنين وبحّارة الجهة، وسط مخاوف من كارثة بيئية وصحية وشيكة.
وفي هذا الإطار، أوضح الصحفي أسامة بن عيشة، المهتم بالشأن المحلي في سليمان، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “صباح الورد” على إذاعة الجوهرة أف أم، أنّ النفوق شمل أنواعًا مختلفة من الأسماك على غرار القاروص، السكمبري، والصوبيا، مضيفًا أن “الحادثة أثارت غضب البحارة الذين طالبوا بتوضيحات رسمية ومحاسبة المسؤولين”.
وأشار بن عيشة إلى أن بلدية سليمان تدخلت منذ السبت الفارط، حيث تولت جمع ودفن الأسماك النافقة بعد تغطيتها بالجير، وذلك تجنّبًا لتسرّبها إلى الأسواق وبيعها للمواطنين، مضيفًا أن عمليات الجمع استمرت لساعات طويلة.
وفي سياق متصل، اعتبرت زيارة وزير البيئة إلى الجهة “خطوة مهمّة”، غير أن بن عيشة دعا إلى تحديد المسؤوليات وتقديم توضيحات رسمية وشفافة حول الأسباب الحقيقية للكارثة.
من جهتها، أوضحت الدكتورة راضية بوذينة، الطبيب البيطري والمفتش المركزي بالهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، خلال نفس البرنامج، أن ظاهرة النفوق مرتبطة بـتكاثر مفرط وغير طبيعي للطحالب المجهرية من نوع “كارينيا”، والتي تستهلك الأوكسجين المذاب في مياه البحر وتفرز سموماً بحرية تؤدي إلى اختناق الأسماك.
وأرجعت بوذينة هذه الظاهرة إلى مجموعة من العوامل، أبرزها:
-
التلوث الصناعي ومياه الصرف الصحي في الجهة،
-
ارتفاع درجات الحرارة بشكل لافت خلال شهر سبتمبر،
-
وضعف التيارات البحرية وتجدد المياه.
كما حذّرت بوذينة من إمكانية تسلل الأسماك النافقة أو المصابة إلى الأسواق، مؤكدة أن الهيئة كثفت حملات المراقبة في النقاط المجاورة، وخاصة في بحيرة تونس الجنوبية والسواحل القريبة، بالتعاون مع المصالح الأمنية والحرس البلدي.
وأوضحت أن السمكة المصابة أو المختنقة في البحر يمكن تمييزها من خلال:
-
فقدان بريق الجلد،
-
جحوظ العينين،
-
ورخاوة الجسم، وهو ما يفرقها عن السمكة السليمة التي تم اصطيادها بشكل عادي.