حنان العبيدي
تعيش جماهير الترجي الرياضي التونسي موجة استياء عارمة عقب التصرف الأخير للمدرب ماهر الكنزاري، الذي رأت فيه الأوساط الرياضية تجاوزًا صادمًا لقيم النادي وتاريخه العريق. ورغم حدة الانتقادات المتصاعدة، التزمت الهيئة المديرة بقيادة حمدي المدب صمتًا وصفه الأنصار بـ”الرهيب”، ما عمّق شعور الخيبة لدى جماهير الأحمر والأصفر.
لطالما شكّل الترجي مثالًا في الانضباط والالتزام لأكثر من قرن، لكن الحادثة الأخيرة “عرّت” في نظر المتابعين تهاونًا غير مألوف من الإدارة، إذ لم يُصدر أي قرار رسمي يوضح الموقف أو يضع حدًا لتصرّفات المدرب التي اعتُبرت “خطيرة أخلاقيًا ومهنيًا”. وكان من البديهي، وفق رأي الجماهير، توجيه توبيخ فوري على الأقل، حفاظًا على صورة النادي وسمعته.
ويتساءل عشاق الترجي اليوم عمّا إذا كان رئيس النادي، المعروف بتشبّثه الدائم بقيم المؤسسة، بات يخضع لضغوطات الدائرة الضيقة المحيطة به.
وفي ذات الإطار نُذكّر بأن سيرة النادي زاخرة بمواقف حازمة فقد سبق أن استغنى الرمز الراحل حسان بلخوجة عن أبرز اللاعبين في لحظات فارقة، كما لم يتردّد عاشور والكناني في إبعاد خمسة من ركائز الفريق لأسباب تأديبية بحتة.
أمام هذا الصمت الرسمي، يظل السؤال مطروحًا بإلحاح:
هل يخرج حمدي المدب عن صمته قريبًا، أم تواصل الإدارة سياسة “الانتظار والترقب” بما يُهدّد صورة الترجي وقيمه الراسخة؟