قبل أربعين عاماً، اتفقت دول العالم على أول خطوة جماعية لحماية طبقة الأوزون عبر اتفاقية فيينا وما تبعها من بروتوكول مونتريال، وهو ما اعتُبر علامة فارقة في تاريخ العمل المتعدد الأطراف. اليوم، تشير التقارير العلمية إلى أن طبقة الأوزون في طور التعافي، في إنجاز يؤكد أنّ التعاون الدولي المبني على العلم قادر على تحقيق نتائج ملموسة. لكن العالم يواجه تحدياً جديداً لا يقل خطورة: الاحتباس الحراري. فالارتفاع المتوقع لدرجات الحرارة العالمية بأكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية ينذر بعواقب وخيمة على البشرية والبيئة. وفي هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة الحكومات إلى التصديق على تعديل كيغالي (2016) وتنفيذه بشكل كامل، وهو التعديل الذي ينص على الخفض التدريجي لاستخدام مركبات الكربون الهيدروفلورية (HFCs)، وهي غازات دفيئة قوية تُستخدم في التبريد والتكييف. وأكد أن إدراج هذا الالتزام ضمن المساهمات الوطنية المحددة في الخطط المناخية أمر ضروري، على أن تكون متماشية مع هدف حصر الاحترار في حدود 1.5 درجة مئوية وتشمل جميع القطاعات. ويرى الخبراء أن تنفيذ تعديل كيغالي يمكن أن يُجنّب الكوكب زيادة حرارية تصل إلى 0.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، وهو مكسب يمكن مضاعفته عبر اعتماد تكنولوجيات تبريد أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة. واختُتمت الرسالة الأممية بالتشديد على أن “كل عُشر درجة مئوية يُحدث فارقاً”، داعيةً المجتمع الدولي إلى تجديد الالتزام بحماية طبقة الأوزون ومكافحة تغيّر المناخ، حفاظاً على مستقبل الأجيال القادمة.