أصيب أكثر من 30 مواطناً ومواطنة من غنوش بالاختناق ليلة البارحة (الثلاثاء–الأربعاء) نتيجة انبعاث غازات من المنطقة الصناعية بقابس، ما استوجب نقلهم إلى مركز الصحة الأساسية بالجهة لتلقي الإسعافات اللازمة، وفق بيان أصدره المجلس المحلي بغنوش.
وفي بيانه، دان المجلس المحلي الانتهاكات البيئية الخطيرة التي تشهدها المنطقة، مؤكدًا أنها تمسّ حق المواطنين في العيش في بيئة سليمة وصحية، وتشكل خرقًا للدستور والمواثيق الدولية. وحذّر المجلس من أن استمرار هذه الانتهاكات يعرّض حياة السكان، خاصة الأطفال وكبار السن والمرضى، إلى الخطر.
كما حمّل المجلس المؤسسات الصناعية المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن هذه الجرائم البيئية والصحية، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتسببين، مع إلزام الشركات باحترام المعايير البيئية والصحية. وأكد البيان ضرورة الكشف عن نتائج التحقيق المتعلق بحادثة مشابهة وقعت في أفريل 2024.
وطالب المجلس بإيجاد حل جذري ودائم للملف البيئي، عبر تنفيذ القرارات السابقة المتعلقة بتفكيك الوحدات الملوثة (المجلس الوزاري المنعقد في 29 جوان 2017)، وإيجاد بدائل إنتاج نظيفة، بالإضافة إلى إنشاء لجنة جهوية مشتركة تضم المجتمع المدني والسلط المحلية وخبراء بيئيين لمتابعة الوضع البيئي والصحي بصفة دورية.
ودعا المجلس إلى رفع مستوى مركز الصحة الأساسية بغنوش إلى مستشفى محلي، وتزويده بالإمكانيات المادية والبشرية اللازمة للتكفل بالحالات الطارئة الناتجة عن التلوث الصناعي، وإطلاق برنامج وطني للعدالة البيئية بولاية قابس. كما اقترح تعميم محطات مراقبة الهواء ونشر نتائجها بشفافية، إلى جانب إنشاء صندوق للتعويضات لفائدة المتضررين يمول من الشركات الملوثة.
ويُشار إلى أن حوادث الاختناق الناجمة عن الغازات الصناعية تكررت في السنوات الأخيرة في مناطق بوشمة وشاطئ السلام، ما يجعل الحادثة الأخيرة بغنوش جزءًا من سلسلة مشاكل بيئية متواصلة بالجهة.