في شمال غانا، تختبئ مئات النساء في ما يشبه “السجون المفتوحة” بعد أن طردتهن عائلاتهن ونبذتهن مجتمعاتهن بسبب اتهامات بممارسة السحر. هذه النسوة وجدن أنفسهن مجبرات على العيش في أربعة مخيمات يطلق عليها محلياً “مخيمات الساحرات”، حيث الظروف المعيشية بالغة الصعوبة، إذ يعتمد بقاؤهن على الصدقات والمساعدات الإنسانية المحدودة.
على مدى السنوات الأخيرة، هزّت البلاد عدة حوادث قتل وحشية لنساء متهمات بالسحر، كان أبرزها حادثة قبل خمس سنوات أشعلت احتجاجات وطنية دفعت السلطات لفتح النقاش العام حول الظاهرة. ومنذ ذلك الوقت، تحاول منظمات المجتمع المدني وبعض القوى السياسية سنّ قوانين تجرّم توجيه اتهامات بممارسة السحر وتغلق تلك المخيمات، باعتبارها رمزا للتمييز والعنف ضد النساء.
غير أن الطريق نحو تحقيق ذلك لا يزال طويلاً، بين ضغوط التقاليد الشعبية الراسخة، وبين المطالب الحقوقية بتوفير حماية قانونية وإنسانية للضحايا.