حنان العبيدي
في ظل التنافس الحاد بين وكالات السفر الإلكترونية لجذب أكبر عدد من الزبائن، تلجأ بعض الوكالات إلى استخدام إعلانات تبدو مغرية للغاية على منصات التواصل الاجتماعي. ومن أبرز هذه الحالات، وكالة السفر”Traveltodo”، التي تعرض أسعاراً منخفضة جداً في إعلاناتها على فيسبوك وإنستغرام، لكنها تخفي الفروق الكبيرة عند الحجز المباشر على موقعها الرسمي.
أظهر مقارنة بين الإعلان على فيسبوك والموقع الرسمي للوكالة أنّ سعر الإقامة في فندق”Royal Tulip Korbous Bay Thalasso”، المعلن عنه بـ210 دينار تونسي، يرتفع فعلياً إلى”757.56 دينار تونسي” عند الحجز المباشر. الفارق الكبير يوضح أن الهدف الرئيسي من هذه الإعلانات ليس تقديم عرض حقيقي، بل جذب المستخدمين العاديين الذين قد لا يلحظون الفروقات قبل النقر على الإعلان.
يُعتبر هذا النوع من الممارسات”تضليلاً للمستهلكين”، ويطرح تساؤلات جدية حول شفافية وكالات السفر في تونس وخارجها. فالفرق الكبير بين السعر المعلن والسعر الفعلي قد يؤدي إلى فقدان ثقة الزبائن، ويجعلهم أكثر حذراً عند التعامل مع الإعلانات الرقمية.
كما يؤكد خبراء السياحة أن مثل هذه الاستراتيجيات “قد تكون قانونية جزئياً” لكنها بلا شك “غير أخلاقية”، لأنها تستغل غياب متابعة دقيقة من قبل الجهات الرقابية وضعف وعي المستهلكين بأساسيات التسويق الرقمي.
في الوقت الذي يبحث فيه المسافرون عن أفضل الأسعار والخدمات، تبقى الحاجة ملحة لوضع معايير واضحة وشفافة للإعلانات السياحية تضمن عدم استغلال المستخدمين وإعادة التوازن إلى سوق السفر الإلكتروني.