شهدت الساحة الرياضية التونسية خلال الفترة الأخيرة حالة من الجنون في الانتدابات، حيث قامت بعض الأندية بشراء عدد كبير من اللاعبين في صفقات متتالية.
ورافق هذه التحركات قفز كبير في أسعار اللاعبين، إذ تم شراء لاعبين بأثمان مرتفعة جدا، ما أثار جدلا واسعاً حول جدوى هذه الصفقات في ظل ضعف البنية التحتية الرياضية في البلاد.
وبالرغم من ضخ الأموال الكبيرة في الانتدابات، لا تزال الفرق تواجه تحديات مالية ومهنية. فالبنية التحتية للنوادي، من ملاعب وقاعات تدريب وآلات، مهترئة ولا تستجيب لأدنى المعايير. وغالباً ما يُضطر اللاعبون، حتى الذين تم شراؤهم بمبالغ ضخمة، للعب في ملاعب مليئة بالحفر وغير صالحة للتدريب والمنافسة على مستوى محترف.
وقد عبّر لاعب الترجي الرياضي التونسي، رودريجيز، عن استيائه من هذا الوضع في تدوينة له، قائلاً: «أنظروا إلى هذه الملاعب التي يريدون مني اللعب فيها!»، في إشارة واضحة إلى تردي البنية التحتية لكرة القدم التونسية.
وتدعو هذه الظاهرة إلى ضرورة مراقبة النشاط المالي للأندية ووضع حدود للمديونية، إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية، لضمان بيئة رياضية صحية وآمنة للاعبين والجماهير على حد سواء.
بين الانتدابات الضخمة والأسعار المرتفعة، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستستمر الأندية التونسية في هذا الجنون المالي أم ستبدأ بوضع أسس سليمة للاستدامة الرياضية؟
أبــو فــرح