بقلم: حنان العبيدي
أثارت الصورة التي نشرها المستثمر الأمريكي للنادي الإفريقي والتي تضمن رموزًا مثيرة للجدل مرتبطة بعلم إسرائيل، حفيظة واسعة بين الجماهير الرياضية التونسية، خاصة مشجعي نادي الترجي الرياضي التونسي. هذه الصورة لم تكن مجرد منشور عادي، بل حملت رسائل مستفزة أثارت توترات بين الجماهير وأشعلت غضب قطاع واسع من المشجعين الذين رأوا فيها استهانة بتاريخ وكرامة الرياضة الوطنية.
في هذا السياق، أثار غياب رد فعل رسمي من رئيس النادي الإفريقي، محسن الطرابلسي، علامات استفهام كثيرة، إذ بدا وكأنه يقف إلى جانب المستثمر، مما جعل الأخير يتحول إلى مجرد “رأس مدر” متجمد الأداء، لا يملك حراكًا حقيقيًا في إدارة النادي.
ولا يمكن فهم هذا الموقف دون العودة إلى خلفية المستثمر وأصوله التي تلقي ضوءًا على موقفه الغريب والمثير للجدل، حيث تنبع رؤيته وتصرفاته من بيئة وثقافة مختلفة تمامًا عن السياق الرياضي والاجتماعي التونسي، مما يفسر عدم حساسيته تجاه الرموز الوطنية والعاطفية للجماهير.
هذا الوضع يعيدنا إلى الحديث عن خيار خليل العجيمي الأخير، الذي اختار الانسحاب من انتخابات النادي في رسالة واضحة لتأكيد استقلالية قراره ومواقفه، ورفضه للانصياع لأي تأثير خارجي مهما كان مصدره.
وفي ضوء هذه التطورات، تطالب الجماهير والوسط الرياضي في تونس اليوم باعتذار رسمي من جميع الأطراف المعنية، بدءًا من المستثمر الأمريكي وصولًا إلى إدارة النادي، لتوضيح الموقف وإعادة الطمأنينة للجماهير. فالرياضة، بما تمثله من قيمة وطنية واجتماعية، لا يجب أن تكون مسرحًا لمواقف وممارسات تهدد وحدتها وتماسكها.
نؤمن نحن “جريدة الخبير” بأن الرياضة التونسية بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى حوار صادق ومسؤول، يهدف إلى تعزيز الوحدة والاحترام المتبادل، بعيدًا عن كل ما من شأنه أن يشوش على جو المنافسة الشريفة ويؤثر على صورة أندية تونس التي تعتز بها جماهيرها في كل مكان.