أعلنت وزارة الصحة، اليوم الخميس 31 جويلية 2025، عن انطلاق الحملة الوطنية لتلقيح الكلاب والقطط ضد داء الكلب، بداية من يوم 1 سبتمبر القادم، وذلك بالمناطق “الساخنة” التي تشهد تهديدًا مرتفعًا من هذا المرض، في إطار برنامج “الصحة الواحدة – One Health”.
وجاء هذا الإعلان في بلاغ صادر عن الوزارة، إثر انعقاد جلسة عمل أشرف عليها وزير الصحة، مصطفى الفرجاني، وضمّت ممثلين عن مختلف الوزارات والهياكل المعنية، بهدف تنسيق التدخلات وتكثيف الجهود الوقائية للحد من مخاطر الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.
قانون خاص وتكوين طبيبـي لمواجهة المخاطر
وأعلنت الوزارة بالمناسبة عن تسريع إصدار قانون خاص بمكافحة داء الكلب، في خطوة تشريعية تهدف إلى تعزيز الإطار القانوني للتدخلات الوقائية والعلاجية، لا سيّما في ما يتعلق بالتعامل مع الكلاب السائبة والحيوانات غير الملقّحة.
كما تمّ الاتفاق على تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأطباء، لتعزيز قدراتهم في التشخيص المبكر والاستجابة السريعة للحالات المحتملة، وذلك في إطار خطة وطنية متكاملة لمجابهة الأمراض المنقولة عن طريق الحيوان.
دعم البلديات وتكثيف التوعية
وأكدت وزارة الصحة في بلاغها حرصها على دعم البلديات في التصرف في الكلاب السائبة وتوفير الإسناد التقني واللوجستي اللازم، مشيرة إلى أن هذه المسألة أصبحت تمثل تحديًا صحّيًا ومجتمعيًا يستوجب تعاطيًا تشاركيًا بين مختلف الأطراف.
وفي السياق ذاته، سيتم تكثيف حملات التوعية والتحسيس بمخاطر داء الكلب والحشرات الناقلة للأمراض والمياه الراكدة، التي تُعد بيئة حاضنة لأمراض جلدية وطفيلية أخرى مثل اللشمانيا.
نتائج إيجابية وجهود متواصلة
وأفاد البلاغ بأن تونس سجّلت، خلال السنوات الأخيرة، تراجعًا ملحوظًا في عدد الإصابات بداء الكلب واللشمانيا، بفضل المجهودات الوقائية المشتركة بين وزارتي الصحة والفلاحة، والمجتمع المدني، ومختلف الهياكل البلدية والمحلية.
وشددت وزارة الصحة في ختام بيانها على أهمية تضافر الجهود بين كل المتدخلين، معربة عن ثقتها في وعي المواطن ودوره الأساسي في إنجاح هذه الحملة الوطنية، التي تهدف بالأساس إلى حماية صحة الإنسان والحيوان والبيئة في إطار مقاربة “الصحة الواحدة”.