اختتم المؤتمر الدولي الذي عقد في نيويورك برعاية فرنسية سعودية أعماله بإصدار “إعلان نيويورك”، الذي حدد خطوات ملموسة لتطبيق حل الدولتين وإنهاء حرب غزة. وقع الإعلان 17 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، وسط غياب لافت للولايات المتحدة وإسرائيل عن المؤتمر.
نزع سلاح حماس وإدارة غزة تحت السلطة الفلسطينية
دعا الإعلان إلى وقف فوري للحرب في قطاع غزة، وإعادة إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية، مع تشكيل لجنة خاصة للإشراف على ذلك. كما شدد على ضرورة نزع سلاح حركة حماس وإنهاء سيطرتها على القطاع، مؤكداً أن الأمن والحكم في الأراضي الفلسطينية يجب أن يكون من اختصاص السلطة الشرعية فقط.
أول إدانة عربية جماعية لهجوم 7 أكتوبر
مثل الإعلان تحولاً إقليمياً بارزاً، إذ سجل أول إدانة جماعية من دول عربية لهجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، وهو موقف وصفه وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو بأنه “تاريخي وغير مسبوق”. الإعلان استبعد مشاركة حماس في حكم فلسطين مستقبلاً، وأكد دعم نشر بعثة دولية مؤقتة لحفظ الأمن وحماية المدنيين في غزة.
وقف الاستيطان وربط السلام بإقامة الدولة الفلسطينية
شدد الإعلان على ضرورة وقف النشاطات الاستيطانية وعمليات الاستيلاء على الأراضي، خاصة في القدس الشرقية. ودعا القيادة الإسرائيلية إلى إعلان التزام واضح بحل الدولتين، وربط التطبيع الإقليمي مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، معتبرين أن هذين الهدفين مترابطان ولا يمكن فصلهما.
دعم دولي متنامٍ للاعتراف بالدولة الفلسطينية
على منبر الأمم المتحدة، حث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الدول الأعضاء على دعم الإعلان قبل سبتمبر المقبل، في حين أبدت تسع دول غير معترفة بدولة فلسطين استعدادها لمراجعة موقفها قريباً. حالياً، تعترف 142 دولة من أصل 193 بعضوية الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، بينها فرنسا.
هذا الإعلان يعكس محاولة دولية وإقليمية جديدة لتوحيد الجهود نحو تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، وإنهاء معاناة الفلسطينيين ورفع التوتر في الشرق الأوسط.