في مواجهة العقوبات الغربية المتزايدة على قطاعات عدة، وعلى رأسها قطاع الطاقة، تتجه روسيا إلى استراتيجية جديدة تعتمد على تطوير مشاريع الطاقة المتجددة وتقنيات حديثة، بهدف تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي، وتعزيز استدامة اقتصادها في ظل التحديات.
1. التحول الاستراتيجي في قطاع الطاقة حتى 2050
- أعلنت روسيا في أبريل 2025 وثيقة استراتيجية لقطاع الطاقة حتى عام 2050، حيث تتوقع استمرار نمو الطلب العالمي على النفط حتى 2035 على الأقل.
- تسعى لإنتاج 100 مليون طن من “الوقود الأزرق” بحلول 2030، وهو هيدروجين يُنتج من الوقود الأحفوري مع احتجاز ثاني أكسيد الكربون، مما يقلل انبعاثات الكربون.
- مشاريع الطاقة المتجددة الخمسة الأبرز تشمل:
- الطاقة الشمسية (شركة هيفيل) بقدرة 1.6 غيغاواط.
- مزارع الرياح (روسآتوم) بسعة تفوق 1 غيغاواط.
- محطات الطاقة الكهرومائية الصغيرة (روسغيدرو) بسعة 1.3 غيغاواط.
- طاقة الرياح (فورفارد إينيرغو) بسعة 1.2 غيغاواط.
- تطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر (روسآتوم وغازبروم) بموازنة 119 مليون دولار في 2024.
2. التنويع والتنمية في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا
- تعتزم روسيا تطوير الصناعات التكنولوجية وشركات تكرير النفط والبتروكيميائيات، وإصلاح صناعة الطاقة الكهربائية لتعزيز الابتكار وتقليل اعتماد الاقتصاد على الطاقة التقليدية بحلول 2030.
- مشروع بناء المفاعل النووي المبتكر “بريست” في مقاطعة تومسك، الذي يعيد استخدام الوقود النووي المستهلك لتقليل النفايات والتكاليف.
3. الشراكة الروسية-الصينية في مجال الطاقات المتجددة
- تعزز روسيا تعاونها مع الصين في مجال الطاقة، مستفيدة من الخبرات الصينية في الطاقات المتجددة، وخاصة في مشاريع الهيدروجين الأزرق مثل محطة ساخالين.
- يرى خبراء أن التعاون الروسي الصيني هو حليف استراتيجي لمواجهة العقوبات الغربية، حيث تكمل كل منهما الأخرى بموارد ضخمة وتقنيات متقدمة في طاقة الرياح والشمس والمياه.
- حسب المحلل غسان يوسف، تعني الشراكة استغناء الصين عن واردات نفطية من عدة دول، بينما توفر روسيا نفطها للدول الأخرى، ما يخلق تحالفاً قوياً ضد القيود الغربية.
4. تعزيز الشراكات مع الدول العربية
- تسعى روسيا إلى توثيق العلاقات مع الدول العربية الغنية بالموارد الطبيعية من خلال استثمارات وتبادل الخبرات في الطاقة التقليدية والمتجددة.
- التعاون يشمل مشاريع في الطاقة النظيفة، الهيدروجين الأخضر، والأمونيا الزرقاء، مع حضور قطري قوي في إنتاج السيليكون وتصديره لروسيا والصين.
- دخول دول عربية جديدة إلى تكتل “بريكس” يُنظر إليه كخطوة لتعزيز المقاومة الاقتصادية ضد الهيمنة الغربية.
الخلاصة
التحول الاستراتيجي الروسي نحو الطاقات المتجددة، المدعوم بتكنولوجيا متقدمة وشراكات دولية قوية مع الصين والدول العربية، يشكل سلاحًا مهمًا في مواجهة العقوبات الغربية الاقتصادية. هذا التوجه لا يهدف فقط إلى تخفيف الاعتماد على الوقود الأحفوري، بل يسعى أيضاً إلى إرساء اقتصاد متنوع ومستدام قادر على مقاومة الضغوط الاقتصادية الخارجية.