تنعقد اليوم الإثنين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أعمال مؤتمر وزاري دولي مشترك بين فرنسا والمملكة العربية السعودية، مخصص لإحياء مسار حل الدولتين كسبيل لتسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وذلك بمشاركة عشرات وزراء الخارجية من مختلف الدول، في ظل مقاطعة كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
مؤتمر مؤجل على وقع التصعيد
المؤتمر الذي تم الاتفاق على عقده بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2024، كان من المقرر تنظيمه في يونيو/حزيران الماضي، لكنه تأجل إثر التصعيد الكبير بين إسرائيل وإيران، بما في ذلك الهجوم الإسرائيلي على أهداف إيرانية.
خريطة طريق نحو دولة فلسطينية
يهدف المؤتمر إلى وضع معايير واضحة لخريطة طريق سياسية، تُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة إلى جانب إسرائيل، مع ضمان أمن الدولة العبرية.
وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بأن فرنسا ستستغل المؤتمر لحشد الدعم الدولي للاعتراف بدولة فلسطين. وأكد أن باريس ستقود نداء دولياً من نيويورك، من أجل “مسار طموح وحازم” يبلغ ذروته في 21 سبتمبر/أيلول، التاريخ الذي أشار إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سابقاً كموعد محتمل لإعلان فرنسا اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة.
انتظار موقف عربي أكثر وضوحاً
توقّع بارو أن يُصدر المؤتمر في ختامه إدانة عربية صريحة لحركة حماس، ودعوة واضحة إلى نزع سلاحها، في مسعى لتقديم رؤية “أكثر واقعية” و”مقبولة دوليًا” لحل الصراع، خاصة في ظل استمرار الحرب في غزة منذ 22 شهراً، والتي خلّفت، حسب السلطات الصحية في القطاع، ما لا يقل عن 60 ألف قتيل فلسطيني.
مقاطعة أمريكية وإسرائيلية للمؤتمر
الولايات المتحدة أعلنت بشكل رسمي رفضها حضور المؤتمر، واعتبرت وزارة خارجيتها أن المؤتمر “هدية لحماس”، في ظل رفض الحركة المستمر لمقترحات وقف إطلاق النار التي وافقت عليها إسرائيل. كما أكدت واشنطن أنها لن تدعم أي خطوات “تُقوّض حلًّا سلمياً طويل الأمد”.
من جانبها، قالت بعثة إسرائيل في الأمم المتحدة، إن تل أبيب لن تشارك في مؤتمر “لا يبدأ بإدانة حماس والمطالبة الفورية بإعادة الرهائن”.
الأمم المتحدة: دعم ثابت لحل الدولتين
منذ عقود، تدعم الأمم المتحدة مبدأ حل الدولتين، الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي أراضٍ احتلتها إسرائيل خلال حرب 1967.
وفي مايو 2024، أيّدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 143 دولة مقابل 9 فقط، مبادرة تعتبر فلسطين مؤهلة لعضوية كاملة في المنظمة الدولية، داعية مجلس الأمن إلى إعادة النظر في المسألة “بشكل إيجابي”.
المؤتمر الوزاري المشترك بين باريس والرياض يُعد اختبارًا جديدًا للمجتمع الدولي حول جدية إحياء المسار السياسي في ظل استمرار النزاع الدموي في غزة، وانسداد الأفق أمام أي مفاوضات مباشرة. وبينما تسعى أوروبا والدول العربية إلى إعادة التوازن، تقف واشنطن وتل أبيب خارج القاعة، متمسكتين بمواقفهما الصلبة تجاه حركة حماس وأولويات الأمن الإسرائيلي.