حذّر رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة، بومتام ويشاياشاي، اليوم الجمعة، من إمكانية تحوّل الاشتباكات الحدودية الجارية مع كمبوديا إلى حرب شاملة، إذا استمر التصعيد العسكري بين البلدين.
وقال ويشاياشاي في تصريحات للصحافة في بانكوك:
“إذا ما شهد الوضع تصعيدا، فهو قد يتحوّل إلى حرب، حتى لو كانت الأمور تقتصر الآن على اشتباكات.”
اشتباكات دامية وأخطر تصعيد منذ 15 عاماً
يأتي هذا التحذير في ظل تواصل المواجهات لليوم الثاني على التوالي، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا، بينهم 13 مدنياً، وفقاً للسلطات التايلاندية.
وقد تبادلت القوات التايلاندية والكمبودية القصف الجوي والمدفعي، خاصة في المناطق المتنازع عليها قرب معابد تاريخية على الحدود المشتركة، أبرزها في محافظة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينتشي الكمبودية.
مجلس الأمن يتحرّك والكمبوديون يطلبون تدخلاً دولياً
دعت كمبوديا إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، تعقد اليوم الجمعة، لبحث الوضع المتفجر خلف أبواب مغلقة. وتُعدّ هذه المواجهات الأخطر منذ أكثر من عقد، ما يُنذر بتفاقم التوتر في منطقة معروفة بتاريخها الحافل بالنزاعات الحدودية.
تايلاند تُجلي أكثر من 100 ألف مواطن
رداً على تصاعد القصف، أعلنت وزارة الداخلية التايلاندية أنها أجلت أكثر من 100 ألف مدني من القرى الحدودية، تحديداً في أربع مقاطعات متاخمة لكمبوديا، إلى مراكز إيواء مؤقتة.
خلفية النزاع: “المثلث الزمردي”
الاشتباكات تأتي بعد نزاع طويل الأمد حول المنطقة المعروفة بـ”المثلث الزمردي”، حيث تتقاطع حدود تايلاند وكمبوديا مع لاوس. وسبق أن شهدت هذه المنطقة في ماي الماضي مواجهة قُتل فيها جندي كمبودي.
تبادل للاتهامات
وفي أحدث تطورات التصريحات الرسمية، تبادل الطرفان الاتهامات بشأن من بدأ بإطلاق النار. وزارة الدفاع الكمبودية والجيش التايلاندي كلٌّ ألقى باللوم على الآخر، مما يعقّد جهود التهدئة في ظل التصعيد الخطير.
تحركات دبلوماسية دولية مكثفة تُرتقب في الساعات القادمة لتفادي انزلاق الوضع إلى حرب شاملة، وسط مخاوف حقيقية من تحوّل الحدود التايلاندية-الكمبودية إلى بؤرة صراع جديدة في جنوب شرق آسيا.