احتضن مقر غرفة التجارة والصناعة الروسية لقاء بعنوان “الأمن الغذائي مفتاح المستقبل” جمع صحفيين من 12 دولة بشمال إفريقيا، من بينها تونس، وذلك ضمن برنامج Global Food Security الذي تنظمه وكالة Rossotrudnichestvo الفيدرالية الروسية.
🔹 تعزيز الإنتاج الزراعي والصادرات نحو إفريقيا
يهدف اللقاء إلى إبراز قدرات روسيا الزراعية والصناعات الغذائية التي تصدّر منتجاتها إلى عدة دول إفريقية من بينها تونس.
وأكد Anatoly Tikhonov، مدير مركز الزراعة والأمن الغذائي الروسي RANEPA، أن بلاده نجحت في إنتاج وتصدير عدة منتجات زراعية، محققة عائدات تفوق 16 مليار روبل. كما صدّرت روسيا مؤخرًا 110 ملايين طن من المنتجات الزراعية وتسعى للحفاظ على هذه القدرة رغم تحديات التغيرات المناخية وشح المياه والأمن الغذائي، وهو التحدي الذي أقرته الأمم المتحدة ضمن هدف التنمية المستدامة الثاني.
وأشار Tikhonov إلى أن روسيا أصبحت المزود الأول بالقمح الصلب لعدة دول إفريقية، رافعة صادراتها نحو 23 دولة. كما أضاف أن هناك قرابة 5000 طالب من إفريقيا يدرسون التكنولوجيا الزراعية بروسيا، مع فتح فرص التكوين عن بعد والتعاون مع مؤسسات زراعية روسية.
🔹 مراكز بحوث متنقلة ونقاط يقظة زراعية
أوضح Tikhonov أن روسيا فتحت أربعة مراكز بحوث متنقلة بزيمبابوي سنة 2023 ومركز يقظة زراعية بإثيوبيا سنة 2024، إلى جانب تعاونها مع كينيا وتنزانيا و13 دولة إفريقية أخرى لتبادل الخبرات في الأمن الغذائي.
🔹 حفظ البذور وبدائل البروتينات
بدورها، شددت Ekaterina Zhuravleva، مستشارة رئيس مجلس إدارة مؤسسة EFKO، على أهمية حفظ النباتات والبذور المهددة بالانقراض، مشيرة إلى امتلاك العالم أكثر من 280 ألف نبتة معتمدة، في حين أن المخزون الفعلي أكبر بكثير. وأكدت أن بنك الجينات الروسي، رابع أكبر بنك عالمي، يضم أكثر من 324 ألف عينة نباتية منذ تأسيسه بين 1887 و1943 على يد Nikolay Ivanovich.
كما دعت Zhuravleva إلى ضرورة تطوير البيوتكنولوجيا لإنتاج بذور مقاومة للأوبئة والحشرات، إلى جانب تشجيع البحوث المتعلقة ببدائل البروتينات لتعزيز الأمن الغذائي العالمي.
🔹 تونس ومصر نموذجان زراعيان ناجحان
وفي رده على سؤال لموزاييك حول تقييم روسيا للتجربة التونسية، وصف Andrey Dalnov، مدير مركز الخبرات الصناعية الروسي، تونس بأنها استثناء في إفريقيا بفضل تنوعها الزراعي وسعيها نحو السيادة الغذائية رغم شح المياه، مؤكدًا استعداد بلاده لتبادل الخبرات معها.
كما اعتبر Dalnov أن مصر أيضًا نموذج مهم بامتلاكها مساحات زراعية شاسعة وتطبيقها أحدث التجارب التكنولوجية لزيادة الإنتاج.
🔹 أرقام هامة عن واردات تونس من القمح الروسي
استوردت تونس خلال 2023 حوالي 39% من احتياجاتها من القمح من روسيا، وتضاعفت وارداتها ثلاث مرات موسم 2023-2024 مقارنة بـ2022، لتبلغ 1.1 مليون طن، منها 858 ألف طن من القمح (78%).
ووفق وزارة الفلاحة التونسية، بلغ إنتاج الحبوب لموسم 2025 نحو 19.8 مليون قنطار مقابل 11.5 مليون قنطار الموسم السابق. وأوضحت سلوى بن حديد، الرئيسة المديرة العامة للديوان الوطني للحبوب، أن تونس تعتمد توريد القمح اللين بنسبة تصل إلى 95% لصناعة الخبز والحلويات، بينما يختلف التوريد بالنسبة للقمح الصلب والشعير حسب مستوى الإنتاج المحلي.
🔹 إلغاء رسوم تصدير القمح الروسي.. فرصة لتونس
وفي تحول لافت، أعلنت وزارة الزراعة الروسية إلغاء رسوم تصدير القمح اعتبارًا من 9 جويلية الجاري لأول مرة منذ جوان 2021، لتعزيز تنافسية صادراتها عالميًا. ويأتي هذا بعد تحديد السعر الاسترشادي للقمح عند 228.7 دولار للطن مما خفّض الرسوم إلى الصفر وفق النظام الروسي الذي يحتسب الرسوم بنسبة 70% من الفارق بين السعر الأساسي والاسترشادي.
🔹 مشاريع مناطق حرة مع تونس ودول عربية أخرى
وكان Anton Kobyakov، مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد كشف في نوفمبر 2024 عن نية روسيا إنشاء مناطق تجارة حرة مع أربع دول عربية إفريقية: تونس، مصر، الجزائر، والمغرب. ويهدف المشروع لتعزيز التجارة والاستثمار والبنى التحتية بمشاركة روسية مباشرة.
وأكد Anatoly Tikhonov أن هذه المناطق الحرة ستعزز صادرات روسيا الزراعية بما يفوق 60% من منتجاتها، رغم أن تفعيل المشروع رهين الاستقرار الأمني والسياسي بتلك الدول.
🔹 إنتاج قياسي مرتقب للقمح الروسي
من جهته، توقع Dmitry Rylko، مدير معهد دراسات السوق الزراعية الروسي، تحقيق إنتاج قياسي للحبوب عام 2025 يصل إلى 130 مليون طن، منها 85 مليون طن من القمح وحده، رغم تحديات المحاصيل الشتوية.