في تصعيد دبلوماسي جديد، لوّحت عواصم أوروبية كبرى، أمس الخميس، بإعادة تفعيل العقوبات الأممية على إيران إذا لم يُحرز أي تقدم ملموس بشأن برنامجها النووي بحلول نهاية الصيف، وسط جمود سياسي ومخاوف متزايدة من الطموحات النووية الإيرانية.
الرسالة الأوروبية: لا اتفاق.. لا إعفاء من العقوبات
وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلى جانب ممثل الاتحاد الأوروبي، أبلغوا نظيرهم الإيراني عباس عراقجي استعدادهم للجوء إلى آلية “سناب باك”، التي تتيح إعادة فرض العقوبات الأممية تلقائيًا، في حال عدم إحراز أي اختراق في المفاوضات قبل نهاية أغسطس.
وزارة الخارجية الفرنسية أكدت أن الأوروبيين مصممون على استخدام هذه الآلية في حال استمر غياب التقدم، خاصة مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية خطة العمل الشاملة المشتركة في أكتوبر المقبل.
تسارع الأحداث العسكرية يعقّد المشهد النووي
يأتي هذا التلويح الأوروبي في وقت بالغ التوتر، بعد تصاعد المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل في يونيو الماضي، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية. ومن أبرز الضربات، استهداف منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم جنوبي طهران، ومنشأتي أصفهان ونطنز.
مفاوضات متعثّرة وتحذير إيراني
رغم عقد خمس جولات تفاوضية بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والوزير العراقي برعاية سلطنة عمان منذ أبريل، لم تُفضِ المحادثات إلى نتائج حاسمة. وتعتبر طهران أن التهديد بإعادة العقوبات يُعدّ إعلانًا عن “نهاية دور أوروبا في الملف النووي”، حسب تصريحات رسمية صدرت الأسبوع الماضي.
النووي الإيراني.. برنامج سلمي أم سعي للقنبلة؟
فيما تواصل إيران التأكيد على أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية، تشكك الدول الغربية وإسرائيل في ذلك، وتعتبر أن تخصيب اليورانيوم بدرجات عالية قد يكون خطوة نحو تصنيع سلاح نووي. الخلاف لا يزال قائمًا، خصوصًا مع إصرار طهران على أن التخصيب “حق سيادي”، بينما تعتبره إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “خطًا أحمرًا”.
الخلاصة: صيف حاسم في الملف النووي الإيراني
يبقى شهر أغسطس مفصليًا في مصير الاتفاق النووي الإيراني، إذ تسعى أوروبا إلى كسر الجمود وتحقيق اختراق دبلوماسي، بينما تصر طهران على مواقفها. وفي حال الفشل، قد تعود العقوبات الأممية لتزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي.