أعلنت السلطات الليبية، الإثنين 14 جويلية 2025، عن تحرير أكثر من 100 مهاجر غير نظامي، بينهم خمس نساء، كانوا محتجزين لدى شبكة إجرامية تنشط في مدينة أجدابيا شرقي البلاد، وذلك بعد عملية أمنية أسفرت أيضًا عن اعتقال خمسة متورطين يحملون جنسيات ليبية وسودانية ومصرية.
ووفق بيان لمكتب النائب العام، فقد كانت العصابة تقوم باحتجاز المهاجرين وتعذيبهم لإجبار عائلاتهم على دفع فدية مالية مقابل الإفراج عنهم، فيما نشرت النيابة صورًا توثّق آثار التعذيب والانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الضحايا، تم استخراجها من هواتف المشتبه بهم.
ليبيا… معبرٌ يتحول إلى مصيدة
منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تحولت ليبيا إلى معبر رئيسي للهجرة نحو أوروبا عبر الصحراء والبحر المتوسط. لكن طرق الهروب هذه أصبحت مسرحًا لعصابات التهريب التي تمارس الاحتجاز القسري والاتجار بالبشر.
ويُعدّ حادث أجدابيا أحدث حلقة في سلسلة من الانتهاكات التي تستهدف المهاجرين، إذ سبق أن تم العثور على مقبرة جماعية في الجفرة في فبراير الماضي تضم 28 جثة، وتلتها أخرى في منطقة أجخرة حيث عُثر على 19 جثة، جميعها تعود إلى مهاجرين تعرضوا للتعذيب والقتل على أيدي مهربين.
800 ألف مهاجر في ليبيا… والأوروبيون يناقشون الملف
تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى وجود نحو 825 ألف مهاجر في ليبيا حتى ديسمبر 2024، ينحدرون من 47 جنسية مختلفة، ما يسلّط الضوء على حجم التحديات الأمنية والإنسانية المرتبطة بالهجرة في البلاد.
وفي ظل هذه الأوضاع، عقد الأسبوع الماضي اجتماع رفيع المستوى ضم مفوض الهجرة بالاتحاد الأوروبي، إلى جانب وزراء من إيطاليا، مالطا واليونان، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، لبحث سبل الحد من تدفق المهاجرين وتعزيز التعاون في مواجهة شبكات التهريب.
🔴 ملف الهجرة في ليبيا لا يزال مفتوحًا على مصراعيه، مع تصاعد الانتهاكات واستمرار استغلال المهاجرين من قبل شبكات عابرة للحدود، وسط دعوات دولية متواصلة لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية.