في تحول دراماتيكي مثير، باتت إمبراطورية إيلون ماسك، أحد أعظم رموز وادي السيليكون وأغنى رجل في العالم، تواجه تهديدًا وجوديًا بفعل انخراطه العميق في المعترك السياسي الأميركي، بدءًا من تحالفه الأولي مع إدارة ترامب، وصولًا إلى تأسيس حزب سياسي خاص به.
من الوفاق إلى المواجهة
في بداية ولاية ترامب الثانية، مُنح ماسك دورًا رسميًا ضمن “هيئة الكفاءة الحكومية”، كخطوة رمزية على ما يبدو لتوظيف خبراته التقنية في خدمة تقليص الإنفاق الفدرالي. لكن سرعان ما انهار التفاهم بين الطرفين، وتحوّل إلى تراشق علني على منصات التواصل.
ومع مغادرته موقعه في الهيئة، لم يغادر ماسك الساحة السياسية، بل دخلها من باب أوسع بتأسيسه حزب “أميركا”، في محاولة لبناء قوة سياسية ثالثة تنافس الجمهوريين والديمقراطيين.
تسلا تدفع الثمن الأكبر
رغم تعدد شركات ماسك، فإن “تسلا” هي الأكثر تأثرًا بتحركاته السياسية:
- تراجع سهم تسلا من أكثر من 400 دولار إلى 222 دولارًا خلال الربع الأول من العام.
- ارتفع مجددًا مع إعلان ماسك انسحابه من السياسة، لكنه عاد للهبوط مع تأسيس حزبه الجديد.
- أدت هذه التقلبات إلى خسارة أكثر من 20 مليار دولار من ثروة ماسك الشخصية، ونحو 100 مليار من قيمة أسهم تسلا.
لماذا تسلا تحديدًا؟
ببساطة، لأن تسلا شركة عامة تتأثر فورًا بمزاج السوق وتوجهات المستثمرين، عكس “سبيس إكس” و”إكس” (تويتر سابقًا) اللتين لا تطرحان أسهمًا في السوق المفتوحة.
منافسة شرسة من الشرق
في خضم هذه التوترات، تواجه تسلا منافسة شرسة من شركة BYD الصينية، التي باتت تتصدر مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا، بينما تراجعت حصة تسلا إلى 10% فقط من السوق.
وبحسب تقرير “أوتو فيستا”، فإن BYD تستحوذ الآن على 22% من السوق العالمي، مستفيدة من الدعم الحكومي الصيني والتوسع الخارجي السريع.
سبيس إكس ليست بمنأى
رغم صعود “سبيس إكس” وتوقعات بلوغها قيمة 400 مليار دولار، فإن الشركة بدأت تواجه تحديات سياسية وتقنية:
- توتر العلاقة مع الحكومة الأميركية بسبب مواقف ماسك السياسية، ما قد يؤثر على عقود الفضاء.
- انفجار صاروخ تجريبي في يونيو/حزيران الماضي، ما أضعف الثقة في قدراتها المستقبلية، وفق تقرير CNN Science.
“إكس” وروبوتات الذكاء الاصطناعي في مرمى الانتقادات
واجه روبوت الدردشة “غروك 4.0” هجومًا واسعًا بعد نشر محتوى معادٍ للسامية، ما أدى إلى إيقافه مؤقتًا وتعرض ماسك لهجوم إعلامي مكثف. كما ظهرت مشاكل خطيرة في التاكسي ذاتي القيادة من تسلا، الذي يُختبر في أوستن، وأثار قلقًا حول سلامة التقنية.
ماسك لا يزال في القمة.. ولكن!
رغم هذه الضربات، لا يزال ماسك أغنى رجل في العالم بثروة تُقدّر بـ404 مليارات دولار بحسب فوربس. لكن المؤشرات تطرح سؤالًا ملحًا:
هل تكون السياسة هي الكعب الأخيل الذي ينهي أسطورة إمبراطورية ماسك التقنية؟
خلاصة
- الشركات الخاصة مثل “سبيس إكس” و”إكس” تأثرت جزئيًا.
- “تسلا” تتكبد الخسائر الكبرى، لأنها مكشوفة أمام السوق.
- السياسة قد تفتح الأبواب للنفوذ لكنها تُعرّض الشركات لمخاطر غير محسوبة.