عندما تتحوّل المستشفيات إلى أسواق.. والمرضى إلى زبائن!
في عالمٍ يُقاس كل شيء فيه بالمال، تتراجع القيم الإنسانية لتصبح مجرد شعاراتٍ فارغة، ويُصبح الحق في الحياة مشروطًا بقدرتك على الدفع. هذه ليست مبالغة، بل واقعٌ مرير يعيشه آلاف المرضى في المصحات الخاصة، حيث يُدفع الإنسان إلى حافة الهادم فقط لأنه لا يملك ثمن العلاج.
الطب رسالة أم صفقة؟
رغم وجود بعض المؤسسات الصحية التي لا تزال تحافظ على قيمتها الإنسانية، إلا أن الواقع يُظهر انحدارًا أخلاقيًا صارخًا في العديد من المصحات الخاصة. المال يأتي أولًا، والإنسان في الأخير، وإذا لم يمت المريض بسبب مرضه، فقد يموت بسبب الفاتورة الطبية الباهظة، طبعا دون تعميم لأن أهل الخير لا يزالون متواجدين.
كم من مريضٍ طُرد بلباقة لأنه لم يستطع دفع ثمن الفحص الأولي؟ وكم من أسرةٍ باعت كرامتها من أجل شراء دواءٍ ينقذ حياة أحد أفرادها؟ لقد تحوّلت الصحة إلى تجارةٍ قاسية، وأصبحت العيادات سوقًا للمساومة على الأرواح.
النتيجة: حياةٌ رهيبة لمن لا مال له
في الوقت الذي يُفترض أن يكون الطب رسالة إنسانية قبل أن يكون مهنة، نجد أنفسنا أمام واقعٍ مؤلمٍ يُعاني فيه المرضى بلا رحمة. الفقراء يُتركون لمواجهة مصيرهم، بينما الأغنياء يحصلون على أفضل العلاجات.
سامي غابة يطرح سؤالًا وجيهًا: إلى متى سيستمر هذا الاستغلال؟ وإلى أي مدى سنسمح بتحويل القطاع الصحي إلى ساحةٍ للجشع؟ حان الوقت لوقف هذا الانحدار، واستعادة القيم الحقيقية للطب، قبل أن يصبح الموت بسبب العوز المالي أمرًا عاديًا.
سامي غابة