يُفترض أن يكون مطار تونس قرطاج الدولي بوابة مشرّفة للبلاد، ومن أول المعالم التي تشكّل الانطباع الأول لدى السائح أو الزائر. لكن الواقع اليوم مختلف تمامًا، بل محبط وصادم، خاصة في محيطه الخارجي.
تحوّل محيط المطار إلى مرتع للكلاب السائبة، مشهد لا يليق بدولة ذات سيادة ولا بمنشأة من المفترض أنها دولية. الأبواب الحديدية الخارجية مهترئة، دون صيانة أو طلاء، والفوضى تعم المكان: بقايا أكل، مشروبات مرمية، نفايات في كل ركن… مشاهد لا تُحتمل، سواء للمواطن التونسي أو للأجنبي الذي تصدمه هذه البداية المزرية لزيارته.
أما في الداخل، فالصورة لا تقل بؤسًا. فضاء وكالات الأسفار لا يستجيب لأي معيار من معايير الراحة أو التنظيم: لا كراسي، لا أماكن مخصصة لاستقبال الحرفاء، ولا حتى مسلك واضح أو خاص يسهل عمل الوكالات مع الزبائن. تجد الأعوان مجبرين على الانتظار ساعات طويلة في ظروف مهينة، وسط فوضى وغياب تام للتنظيم.
ولا يمكن غضّ النظر عن عمال نقل الأمتعة، الذين يعملون دون برنامج واضح، مما يؤدي أحيانًا إلى مشاجرات أمام الحرفاء، تُحرج الجميع وتزيد الطين بلة. لا وجود لمبدأ “الأولوية”، ولا حتى تنسيق بين الأطراف المختلفة. المطار يفتقر للهيكلة، للرقابة، ولأدنى معايير الجودة.
فهل من حل؟
الأمر لم يعد يتحمّل التسويف. نحتاج إلى:
1. تدخل عاجل من وزارة النقل ووزارة السياحة لإعادة تأهيل المطار ومحيطه
2. برنامج صيانة دورية شاملة يشمل الأبواب، المسارات، النظافة والمرافق.
3. تهيئة فضاء وكالات الأسفار بطريقة تليق باستقبال السياح، بكراسي، لافتات واضحة ومسلك خاص.
4. فرض تنظيم صارم على عمال الأمتعة والنقل وتحديد مهامهم بوضوح.
5. وأهم من ذلك، إرساء ثقافة الجودة في التعامل، النظافة، والخدمة العمومية.
مطار تونس قرطاج يجب أن يكون مفخرة البلاد، لا خيبتها الأولى.
سامي غابة