في خطوة تصعيدية جديدة ضمن الحرب التجارية العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية مرتفعة على مجموعة واسعة من الدول المصدّرة، من بينها تونس، وذلك ابتداءً من 1 أغسطس/آب المقبل، في إطار ما وصفه بـ”حماية الصناعة الأمريكية وتعزيز الميزان التجاري”.
من كبار الموردين إلى الدول النامية: لا استثناءات
الرسوم الجديدة شملت دولًا صناعية كبرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية، حيث فُرضت تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع واردات السلع، إضافة إلى دول أصغر مثل تونس، صربيا، تايلاند، وكمبوديا، بنسب تفاوتت بين 25% و40%.
ووفقًا لما ورد في البيان الرئاسي الأمريكي، فإن تونس ستُفرض عليها تعريفة جمركية بنسبة 25%، وهو ما يشكل ضربة محتملة لصادراتها الزراعية والصناعية نحو السوق الأمريكية.
تراجع في الأسواق العالمية وتحفظ آسيوي
تسببت هذه القرارات في تراجع بورصة وول ستريت، حيث أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منخفضًا بنسبة 0.8%، في أكبر تراجع له منذ ثلاثة أسابيع، بينما حافظت الأسواق الآسيوية على هدوئها النسبي، بانتظار مآل المفاوضات.
وفي هذا السياق، أعربت حكومات كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا عن استيائها من القرار الأمريكي، ووصفت الرسوم بأنها غير مبررة، بينما أكدت عزمها تكثيف المحادثات التجارية مع واشنطن.
تونس ضمن دائرة التأثير
رغم أن تونس لا تُعد شريكًا تجاريًا رئيسيًا للولايات المتحدة، إلا أن إدراجها في قائمة الدول المشمولة بالرسوم الجمركية يعكس اتساع رقعة الاستهداف الأمريكي. وتُصدّر تونس إلى السوق الأمريكية سلعًا مثل النسيج والزيوت والمكونات الإلكترونية.
ويُخشى أن تؤدي هذه الرسوم إلى تراجع في حجم الصادرات التونسية إلى الولايات المتحدة، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية حادة.
مفاوضات جارية ومهلة حتى أغسطس
منح ترامب مهلة حتى 1 أغسطس/آب لإبرام اتفاقيات ثنائية مع الدول المعنية قبل تنفيذ القرار، وقد تم بالفعل التوصل إلى اتفاقين مع بريطانيا وفيتنام، فيما تجري مفاوضات مكثفة مع الصين وكوريا الجنوبية.
وأكد البيت الأبيض أن الرسوم الجديدة لن تُدمج مع الرسوم السابقة على قطاعات مثل السيارات والصلب والألمنيوم، بل ستُطبق بشكل منفصل، ما يزيد من الضغط على الدول المتضررة.
الاتحاد الأوروبي ودول “بريكس” في وضع الانتظار
في المقابل، لم تتلق دول الاتحاد الأوروبي إشعارًا رسميًا بشأن رسوم إضافية، حيث يُنتظر التوصل إلى اتفاق تجاري قبل 9 يوليو/تموز. أما مجموعة “بريكس”، التي تضم البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، فقد تلقت تحذيرًا مبطنًا من ترامب، بإمكانية فرض رسوم بنسبة 10% إذا اتخذت مواقف معادية للولايات المتحدة.
قراءة أولية: تصعيد انتخابي أم إعادة رسم لخريطة التجارة؟
يرى مراقبون أن خطوة ترامب تحمل بعدًا انتخابيًا داخليًا في ظل اقتراب الاستحقاق الرئاسي، بينما يعتبر آخرون أن الرئيس الأمريكي يسعى لإعادة رسم خريطة التحالفات التجارية العالمية، خاصة مع تزايد نفوذ التكتلات الاقتصادية غير الغربية.
وفي كل الحالات، فإن الرسوم الجمركية الجديدة تمثل تحديًا حقيقيًا للدول النامية مثل تونس، والتي تجد نفسها فجأة في مرمى الحرب التجارية، دون امتلاك أوراق تفاوض قوية.
الرسوم الجديدة باختصار:
-
25% على: تونس، ماليزيا، قازاخستان
-
30% على: جنوب أفريقيا، البوسنة والهرسك
-
32% على: إندونيسيا
-
35% على: صربيا، بنغلادش
-
36% على: كمبوديا، تايلاند
-
40% على: لاوس، ميانمار
هل تتدخل تونس دبلوماسيًا؟
حتى لحظة إعداد المقال، لم يصدر أي بيان رسمي من الحكومة التونسية، لكن محللين اقتصاديين يدعون إلى تحرك دبلوماسي عاجل لتفادي تداعيات القرار على المبادلات التجارية المحدودة أصلاً مع واشنطن، خاصة في قطاعات واعدة مثل الصناعات الميكانيكية والإلكترونية.