في زيارة رسمية محمّلة بالدلالات السياسية والاقتصادية، وصل رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام إلى الدوحة، على رأس وفد وزاري رفيع، في إطار سعي بيروت لتعزيز التعاون الثنائي مع دولة قطر، واستكشاف مجالات جديدة للدعم السياسي والاقتصادي.
وضم الوفد المرافق لسلام كلاً من وزير الثقافة غسان سلامة، ووزير الطاقة جو صدي، ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، ووزير التنمية الإدارية فادي مكي، في إشارة إلى الطابع المتعدد الجوانب للزيارة.
الدوحة.. شريك موثوق للبنان
ومن المنتظر أن يلتقي رئيس الوزراء اللبناني كلّاً من أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين.
وتتناول الاجتماعات بحث الملفات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التنمية والطاقة والثقافة والبنية التحتية، إضافة إلى الوضع اللبناني الراهن في ضوء التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
ويُجمع مراقبون على أن قطر لا تزال فاعلاً رئيسيًا في الساحة اللبنانية، حيث حافظت على موقعها كوسيط مقبول من مختلف الأطراف، ولعبت دورًا مهمًا في رعاية اتفاق الدوحة عام 2008، فضلاً عن دعمها المستمر للمؤسسات اللبنانية والجيش والمجتمع المدني.
دعم سياسي وإنساني مستمر
وسبق للدوحة أن فعّلت خلال العدوان الإسرائيلي عام 2024 جسرًا جويًا لدعم لبنان بأكثر من 150 طناً من المساعدات الطبية والغذائية، كما كان لها دور محوري في جهود التهدئة، والتي أثمرت اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
كما تشارك قطر بفعالية في مجموعة العمل الخماسية المعنية بلبنان (قطر، فرنسا، الولايات المتحدة، السعودية، ومصر)، وتواصل تأكيد التزامها بدعم الاستقرار والوحدة في البلاد، إلى جانب دعمها لمسارات الحوار السياسي.
تعزيز الشراكات الاقتصادية
وتفتح هذه الزيارة الباب أمام تحريك مشاريع تنموية مشتركة بين بيروت والدوحة، إضافة إلى تعزيز الاستثمارات القطرية في قطاعات حيوية مثل الطاقة، الصحة، البنية التحتية، والتعليم المهني.
ووفق وكالة الأنباء القطرية، فإن العلاقات بين قطر ولبنان تتسم بـخصوصية وتاريخ من التضامن العربي الحقيقي، وهو ما تجسّد في المواقف القطرية الثابتة، لا سيما خلال فترات الأزمات المتلاحقة التي مر بها لبنان.
خطوة نحو تجديد الزخم العربي
ويرى مراقبون أن زيارة نواف سلام تمثل خطوة مهمة لإعادة الزخم العربي والدولي إلى الملف اللبناني، سواء عبر الدعم المباشر أو من خلال تفعيل المبادرات الدبلوماسية، خصوصًا في ظل شلل داخلي وتأخر الاستحقاقات الدستورية في بيروت.
كما تؤشر الزيارة إلى انفتاح جديد في العلاقات العربية – اللبنانية، وتدل على رغبة قطر في مواصلة أداء دورها كلاعب متوازن يسعى للمّ شمل اللبنانيين، وتقديم دعم عملي ينعكس على حياة المواطنين.