1. السياق العام والمبادرات الرئاسية
يُظهر إطلاق الرئيس الغاني “جون دراماني ماهاما” لحملة التصنيع الوطنية في مايو 2025 نهجًا استباقيًا لتحويل الاقتصاد الغاني من اقتصاد يعتمد على تصدير المواد الخام إلى اقتصاد صناعي مضاف القيمة. هذه الحملة تأتي ضمن حراك أوسع يشمل دول غرب أفريقيا لتعزيز التصنيع المحلي، خصوصًا في قطاعات الزراعة والطاقة.
2. الاتجاه الإقليمي نحو التصنيع
-
انعقاد قمة غرب أفريقيا للتصنيع والتجارة المرتقبة في أكتوبر 2025 بلاغوس يعكس توافقًا سياسيًا واقتصاديًا إقليميًا نحو بناء بنية صناعية قوية.
-
اعتماد سياسة “إيكواس” الصناعية المشتركة (2010-2030) يهدف إلى رفع معدل التصنيع المحلي للمواد الخام إلى 30% وتعزيز التجارة البينية إلى 50%.
3. المحركات الأساسية للتصنيع
-
الموقع الإستراتيجي لغرب أفريقيا وسواحلها الحيوية.
-
وفرة الموارد الطبيعية (الكاكاو، الذهب، الليثيوم…).
-
التركيبة السكانية الشابة، ما يعزز الطلب الداخلي ويوفر يد عاملة كثيفة.
-
تحسينات البنية التحتية، خاصة الطرق والموانئ والطاقة والرقمنة.
4. التحول في قطاع الكاكاو
-
التركيز على تحويل الكاكاو إلى شوكولاتة محلية يمثل نموذجًا يُحتذى به في التصنيع الزراعي.
-
غانا وساحل العاج، كأكبر منتجي الكاكاو في العالم، تخططان للسيطرة على سلاسل القيمة بإنتاج نهائي موجه للأسواق الإقليمية والعالمية.
5. مراكز ومشروعات صناعية بارزة
-
نيجيريا: تنويع الاقتصاد وارتفاع صادرات الكاكاو واليوريا والكاجو. مناطق مثل “أوغون”، و”كانو”، و”آبيا” تشهد نهضة صناعية.
-
غانا: مشروع مركز بتروكيميائي ضخم بقيمة 12 مليار دولار.
-
السنغال: تمويل تنموي لدعم القطاع الصناعي.
-
ممر أبيدجان-لاغوس: بنية تحتية عابرة للحدود تعزز الربط الصناعي والتجاري.
6. الفرص العالمية والإقليمية
-
التحولات في سلاسل التوريد العالمية تمثل فرصة لغرب أفريقيا كبديل للتوريد.
-
منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية توفّر منصة لتسويق المنتجات محليًا وتخفيف التبعية للأسواق الخارجية.
-
الطلب العالمي على المعادن الإستراتيجية يُحوّل المنطقة من مصدر خام إلى مصنع ومركز معالجات.
-
نمو صناعات ناشئة مثل: التصنيع الأخضر، الطاقة المتجددة، الذكاء الاصطناعي، الاقتصاد الدائري.
7. التحديات الكبرى
-
ضعف البنية التحتية وشبكات الطاقة.
-
نقص العمالة الماهرة والتمويل الصناعي، خاصة للشركات الصغيرة.
-
البيروقراطية والفساد السياسي والاقتصادي.
-
التحديات الأمنية والسياسية (الإرهاب، الانقلابات، انسحاب دول من “إيكواس”).
-
استمرار الاعتماد على تصدير المواد الخام وعدم تنفيذ السياسات بفعالية.
8. التوصيات الختامية
-
إضافة القيمة محليًا من خلال التصنيع.
-
تكامل إقليمي قوي عبر مشاريع بنية تحتية وسياسات منسقة.
-
تحديث التعليم المهني لسد فجوة المهارات الصناعية.
-
تنويع أسواق التصدير والشراكات العالمية خارج القنوات التقليدية.
-
تحفيز التمويل الصناعي عبر أدوات مبتكرة (السندات، التمويل المختلط، شراكات القطاعين).
قصة التحول من “الكاكاو إلى الشوكولاتة” ليست فقط قصة غذائية، بل تمثّل مجازًا لتحول بنيوي في فلسفة التنمية الاقتصادية في غرب أفريقيا. فإذا نجحت دول مثل غانا وساحل العاج ونيجيريا في تخطي العقبات المذكورة، فإنها قد تُعيد رسم الخريطة الاقتصادية للقارة، وتتحول من هامش السوق العالمي إلى لاعب صناعي فعّال في سلاسل القيمة الدولية.