أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم السبت، توقيف وسيم الأسد، ابن عم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في عملية أمنية وُصفت بـ”المحكمة”، مؤكدة أنه كان من أبرز المتورطين في تجارة المخدرات والجريمة المنظمة خلال فترة ما أسمته بـ”النظام البائد”.
عملية أمنية “نوعية”
وفي بيان رسمي، أوضحت الوزارة أن “جهاز الاستخبارات العامة”، بالتنسيق مع “الجهات المختصة في وزارة الداخلية”، تمكّن من استدراج وسيم الأسد وتوقيفه خلال عملية نفذتها “إحدى فرق إدارة المهام الخاصة”، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول توقيت أو مكان تنفيذ العملية.
ونُشرت صورة للموقوف عبر القنوات الرسمية، في خطوة قالت الوزارة إنها تندرج في إطار التزام الدولة بمكافحة الجريمة المنظمة وملاحقة المطلوبين دون استثناء.
تورط في تجارة المخدرات
وسيم الأسد، الذي كان يشغل موقعًا قياديًا في إحدى الميليشيات المسلحة الداعمة لجيش النظام السوري السابق، أدرجته الولايات المتحدة الأميركية في قائمة العقوبات عام 2023، بسبب ضلوعه في تجارة المخدرات، خاصة حبوب الكبتاغون، وهو نوع من الأمفيتامينات التي ارتبط اسمها بشكل متكرر بالحرب السورية وشبكات التهريب الإقليمية.
ووفق تقارير دولية، كانت عائلة الأسد وعدد من المقربين منها متهمين باستخدام تجارة المخدرات لتمويل العمليات العسكرية والولاءات المحلية، في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام السوري منذ أكثر من عقد.
رمزية سياسية وأمنية
توقيف وسيم الأسد يحمل رمزية كبيرة، كونه أحد أفراد الحلقة الضيقة من عائلة الأسد التي هيمنت على مفاصل الدولة السورية لعقود، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة سياسية بأن السلطة الجديدة في دمشق تحاول رسم مسافة عن الإرث السابق، والتموضع في مشهد إقليمي ودولي جديد.
ويُنتظر أن يتم الإعلان عن مزاعم إضافية أو تقديم وسيم الأسد للمحاكمة خلال الأيام المقبلة، وسط ترقب داخلي وخارجي لما إن كانت هذه الخطوة بداية لمحاسبة أوسع تشمل رموزًا أخرى من النظام السابق.