في تصريحات خاصة أدلى بها لقناة “سكاي نيوز عربية”، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة الأوكرانية، مجدداً موقف موسكو من شروط إنهاء النزاع، ومؤكداً في الوقت نفسه دعم بلاده لحق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي.
حياد أوكرانيا أساس الاستقرار
اعتبر بوتين أن مفتاح حل النزاع في أوكرانيا يكمن في إعلان حياد الدولة الأوكرانية، ومنع انضمامها إلى أي تحالفات خارجية، خاصة العسكرية منها، إلى جانب التأكيد على خلوها من الأسلحة النووية.
وقال الرئيس الروسي:
“من الضروري إعلان حياد أوكرانيا، وعدم انضمامها لأي تحالفات خارجية، وعدم تسليحها نوويًا”.
كما أكد على تمسك موسكو باعتراف كييف بنتائج الاستفتاءات التي أُجريت في المناطق الأربع المتنازع عليها، محذرًا من أن تجاهل هذه النتائج “قد يفتح الباب أمام تجدد الصراع المسلح”.
اتفاق إسطنبول.. فرصة ضائعة
كشف بوتين أن موسكو كانت قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا خلال محادثات إسطنبول في عام 2022، قائلاً:
“آمل أن يسترشد القادة الحاليون في أوكرانيا بالمصالح الوطنية لا بمصالح الأطراف الثالثة”.
وأشار إلى أن بعض القوى الخارجية لا تسعى لإنهاء الحرب، بل تستخدم أوكرانيا كأداة لتحقيق مصالحها الخاصة ضد روسيا، مشددًا على أن أوكرانيا “تستحق مصيراً أفضل”.
إيران.. دعم مشروط وتأكيد على الحوار
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال بوتين إن روسيا تدعم حق إيران في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وتُبدي استعدادها لتقديم الدعم الفني اللازم، لكنه أشار إلى أن هناك “تفاصيل” لا تزال بحاجة للتفاوض.
وبشأن التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب، دعا الرئيس الروسي إلى إبداء المرونة من الطرفين، مؤكداً وجود سبل دبلوماسية لحل الأزمة.
وقال بوتين:
“الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تعثر على أي دليل يُشير إلى أن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي”،
مشيراً إلى أن إيران أصدرت فتوى تحظر الأسلحة النووية، وهو أمر “يجب أن يُؤخذ بجدية”، على حد تعبيره.
كما جدد بوتين رفض بلاده لانتشار أسلحة الدمار الشامل، مؤكداً على أهمية الحوار الإقليمي لتبديد المخاوف وضمان الأمن المشترك.
رؤية روسية للحل
التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي ترسم ملامح الموقف الدبلوماسي لموسكو في اثنين من أعقد ملفات الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، إذ تسعى روسيا لتثبيت رؤيتها بشأن مستقبل أوكرانيا الإقليمي، وفي الوقت نفسه الحفاظ على توازن معقد في الشرق الأوسط، حيث تجمعها علاقات وثيقة بطهران وتنسيق أمني حساس مع تل أبيب.