في تطور إيجابي نادر في مؤشرات الأمن الغذائي العالمي، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي عن خروج 6 دول من منطقة الجنوب الأفريقي من قائمة “بؤر الجوع الحادة”، بحسب تقرير “بؤر الجوع 2025”.
الدول التي أُزيلت من القائمة:
-
ليسوتو
-
ملاوي
-
موزمبيق
-
ناميبيا
-
زامبيا
-
زيمبابوي
ويمثل هذا التحول بارقة أمل بعد سنوات من التحديات الهيكلية والمناخية التي أرخت بثقلها على الإنتاج الزراعي والمعيشة في هذه الدول.
عوامل التحسن: مناخ أكثر استقرارًا وتدخلات ذكية
أوضح التقرير الصادر عن الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، بدعم من الاتحاد الأوروبي، أن التحسن يعود إلى:
-
تحسّن الظروف المناخية نسبيًا خلال المواسم الأخيرة
-
تدخلات فعالة من الحكومات والمنظمات الدولية
-
برامج دعم الفلاحين والتوسع في الزراعة المستدامة
-
جهود حماية اجتماعية هدفت لحماية الفئات الهشة
ويُعد هذا التحسن نموذجًا يُحتذى به في إفريقيا جنوب الصحراء في كيفية تحويل مسار الأمن الغذائي عبر الشراكة والتخطيط طويل المدى.
بؤر القلق لا تزال قائمة
رغم التقدم في الجنوب الأفريقي، حذر التقرير من استمرار “بؤر ساخنة للجوع الحاد” في دول مثل:
-
السودان: بفعل الحرب الدائرة وتدهور الاقتصاد
-
فلسطين: نتيجة الحصار والتصعيد العسكري المستمر
-
هايتي: بسبب الانفلات الأمني وتغير المناخ
ويواجه ملايين الأشخاص في هذه المناطق مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي تهدد الحياة.
رسالة الفاو: لا مجال للاسترخاء
أكدت منظمة الفاو أن الخروج من قائمة الجوع لا يعني انتهاء المهمة، بل هو مؤشر مشجع يدعو إلى:
-
الاستثمار المستمر في الزراعة الذكية مناخيًا
-
تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي
-
ضمان التمويل طويل الأمد لبرامج الأمن الغذائي
الفاو: “ما تحقق في دول الجنوب الأفريقي يثبت أن التنسيق متعدد الأطراف يمكنه تغيير الواقع الغذائي بشكل جذري”.
أمل جديد في جنوب القارة
يمثل هذا التقدم خطوة نوعية نحو هدف القضاء على الجوع بحلول عام 2030، لكنه في الوقت ذاته يذكّر العالم بأن معركة الأمن الغذائي لا تزال طويلة، وتتطلب التزامًا سياسيًا وماليًا عالميًا لضمان عدم ترك أحد خلف الركب.