في تحول نوعي بمسار صادرات الطاقة النيجيرية، قررت نيجيريا تصدير أول شحنة من البنزين المكرّر إلى آسيا، بحسب ما أفادت به وكالة رويترز نقلًا عن مصادر مطّلعة. وتُعد هذه المرة الأولى التي تتجه فيها صادرات مصفاة دانغوتي العملاقة إلى خارج منطقة غرب أفريقيا.
شحنة بنزين بـ90 ألف طن في طريقها إلى آسيا
-
من المقرر تصدير الشحنة يوم 22 يونيو/حزيران الجاري عبر شركة “ميركوريا” Mercuria السويسرية لتجارة الطاقة.
-
الشحنة تبلغ 90 ألف طن من البنزين، وفقًا للمصادر.
-
سياسات البيع تعتمد على العرض والطلب، إذ قال المتحدث باسم المصفاة إن:
“من يدفع سعراً أعلى يحصل على المنتج، والمشتري حر في تحديد وجهة البضاعة”.
تحول استراتيجي: من الخام إلى منتجات مكرّرة
يأتي هذا التحول في سياق جهود نيجيريا لتقليل اعتمادها على استيراد الوقود المكرر، بعد عقود من تصدير النفط الخام واستيراد الوقود بتكاليف مرهقة.
-
مصفاة دانغوتي – التي تم افتتاحها رسميًا في 2023 – تبلغ طاقتها الإنتاجية 650 ألف برميل يوميًا، وهي واحدة من أكبر المصافي في إفريقيا والعالم.
-
بلغت كلفتها نحو 19 مليار دولار أميركي، بتمويل مشترك بين القطاعين العام والخاص بقيادة رجل الأعمال النيجيري أليكو دانغوتي.
البُعد الجيو-اقتصادي للصفقة
يرى خبراء في شؤون الطاقة أن هذه الخطوة تمثل:
-
بداية مسار تصديري جديد نحو الأسواق الآسيوية، ذات الطلب المتزايد على الوقود.
-
إشارة إلى استقرار الإنتاج في مصفاة دانغوتي، وقدرتها على تلبية السوق المحلي وتوليد فوائض للتصدير.
-
تعزيز مكانة نيجيريا كمصدر للمشتقات النفطية، بعد أن كانت لعقود تعاني من ضعف القدرة التكريرية رغم غناها بالنفط.
ويقول محللون من شركات استشارات المخاطر الجيوسياسية إن مصفاة دانغوتي باتت “ورقة استراتيجية” في معادلة الطاقة الإقليمية والعالمية، وستعيد رسم دور نيجيريا في سوق المشتقات البترولية.
تأثيرات مرتقبة على الاقتصاد النيجيري
تصدير البنزين من الداخل النيجيري من شأنه أن:
-
يوفر العملة الصعبة من خلال تقليص الواردات وتعزيز الصادرات.
-
يقلل الضغط على الميزانية الحكومية، التي لطالما عانت من فاتورة دعم الوقود المرتفعة.
-
يدعم العملة الوطنية “النيرا” عبر زيادة المعروض من الدولار.
مفارقة التكرير في بلد نفطي
رغم كونها أكبر منتج للنفط الخام في إفريقيا، لطالما عانت نيجيريا من نقص في المشتقات النفطية نتيجة ضعف البنية التحتية للتكرير، مما دفعها إلى استيراد ما يفوق 80% من حاجياتها من البنزين والديزل، حتى افتتاح مصفاة دانغوتي.