أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر الحصرية، أن سوريا نجحت هذا الأسبوع في تنفيذ أول تحويل مصرفي دولي مباشر عبر نظام سويفت منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل 14 عامًا، في خطوة تُعد علامة فارقة على طريق إعادة دمج البلاد في النظام المالي العالمي.
أول معاملة نحو أوروبا… وأميركا قريبًا
وأكد الحصرية أن أول عملية تحويل تمت من بنك سوري إلى بنك إيطالي، معبّرًا عن تفاؤله بأن تكون هذه الخطوة بداية لسلسلة من المعاملات الدولية، مشيرًا إلى أن “الباب مفتوح أمام المزيد”.
كما كشف عن توقعه بإجراء أول معاملة مع بنك أميركي في غضون أسابيع، في أعقاب لقاء جمع مؤخرًا مسؤولين من البنوك التجارية السورية والأميركية.
مؤتمر رفيع المستوى لتعزيز الانفتاح المالي
في خطوة داعمة لهذه الجهود، عقد الحصرية يوم الأربعاء مؤتمرًا عبر الإنترنت ضم بنوكًا سورية وأميركية، بالإضافة إلى مسؤولين من الولايات المتحدة، من بينهم مبعوث واشنطن إلى سوريا، توماس باراك. هدف اللقاء كان تسريع إعادة ربط القطاع المصرفي السوري بالنظام المالي الدولي.
رفع العقوبات يمهد الطريق للتكامل المالي
يأتي هذا التطور عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/أيار عن رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، ما تبعته أوامر تنفيذية أزالت عددًا من القيود رسميًا، في خطوة وصفت بأنها تمهيدية نحو تطبيع العلاقات الاقتصادية.
آفاق جديدة لإعادة الإعمار والتنمية
يرى مراقبون أن إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي سيشكل دفعة قوية لإطلاق مشروعات إعادة الإعمار وتنشيط الاقتصاد الرسمي، في مقابل الحد من اقتصاد الظل القائم على التعاملات النقدية.
دعوة لاستئناف العلاقات المصرفية الأميركية
من جهته، وجه الحصرية دعوة رسمية إلى البنوك الأميركية لإعادة فتح قنوات الاتصال المصرفي مع سوريا، بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، الذي أدى قمعه للاحتجاجات عام 2011 إلى فرض واحدة من أشد أنظمة العقوبات الغربية.
وقال الحصرية:
“لدينا هدفان واضحان: أن تنشئ البنوك الأميركية مكاتب لها في سوريا، واستئناف المعاملات المصرفية المشتركة. وأعتقد أن الهدف الثاني ممكن تحقيقه خلال أسابيع”.
أسماء كبيرة على طاولة الحوار
من بين المؤسسات التي وُجهت لها الدعوة للمشاركة في المؤتمر:
-
بنك جيه بي مورغان
-
مورغان ستانلي
-
سيتي بنك
ورغم عدم تأكيد الجهات التي حضرت الاجتماع فعليًا، إلا أن المشاركة المحتملة لمثل هذه الكيانات الكبرى تعكس جدية المساعي السورية لإعادة الارتباط بالأسواق العالمية.