كارثتان خلال يومين.. والضحايا من دول متعددة
تتوالى مآسي الهجرة غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط، حيث أكدت المنظمة الدولية للهجرة فقدان ما لا يقل عن 60 شخصًا في حادثي غرق منفصلين وقعا قبالة السواحل الليبية خلال الأيام الماضية.
وأشارت المنظمة، في بيان صدر يوم الثلاثاء، إلى أن فرقها في ليبيا سارعت لتقديم الرعاية الطبية العاجلة للناجين فور وصولهم إلى اليابسة.
بين الضحايا نساء وأطفال.. والمصير لا يزال مجهولًا
في الحادث الأول الذي وقع يوم 12 يونيو/حزيران بالقرب من ميناء الشعاب في طرابلس، تم إنقاذ 5 أشخاص فقط من أصل 26، في حين لا يزال 21 شخصًا في عداد المفقودين.
الضحايا ينحدرون من دول مختلفة، من بينهم 6 من إريتريا (3 نساء و3 أطفال)، و5 باكستانيين، و4 مصريين، وسودانيان، إضافة إلى أربعة آخرين لم تُحدد هويتهم بعد.
أما الحادث الثاني، فقد وقع في اليوم التالي، 13 يونيو، على بعد 35 كيلومترًا غرب مدينة طبرق، وتمكن صيادون محليون من إنقاذ ناجٍ واحد فقط، بينما يُعتقد أن 39 شخصًا آخرين فقدوا في البحر.
أمواج المتوسط تلفظ الجثث.. والهوية قيد التحقيق
أكدت المنظمة أن البحر لفظ خلال الأيام الماضية ثلاث جثث إلى الشواطئ الليبية، وتعمل حاليًا فرق التحقيق على تحديد هوياتهم، بدعم من الجالية السودانية.
وتضيف هذه الأرقام إلى الحصيلة المفجعة للمهاجرين المفقودين هذا العام، إذ لقي 743 شخصًا على الأقل حتفهم منذ بداية 2025 خلال محاولتهم عبور البحر إلى أوروبا، منهم 538 عبر طريق وسط البحر الأبيض المتوسط، الذي تصفه المنظمة بأنه “الطريق الأكثر فتكًا في العالم”.
نداءات عاجلة للمجتمع الدولي: أين الإنقاذ؟
قال عثمان بلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن المأساة تجدد الدعوة إلى المجتمع الدولي لتكثيف عمليات البحث والإنقاذ، ووضع آليات نزول آمنة ومنظمة للمهاجرين الناجين.
وأضاف:
“مع وجود عشرات المفقودين وأسر بأكملها في حالة من الحزن واليأس، نقدم تعازينا الحارة، ونكرر دعوتنا للعمل الجماعي لمنع تكرار هذه المآسي.”
أزمة متفاقمة.. وقيود على العمل الإنساني
تقول المنظمة إن قدرات الإنقاذ تتراجع في الوقت الذي تزداد فيه خطورة شبكات التهريب، وسط تشديد للقيود المفروضة على العمليات الإنسانية في البحر.
من خلال برنامجها للبحث والإنقاذ في ليبيا، تحاول المنظمة تقليص المخاطر عبر تقديم الدعم الطبي والنفسي العاجل للمهاجرين، إضافة إلى تزويد الشركاء المحليين بالبنية التحتية والمعدات المتخصصة.
75 ألف مفقود منذ 2014.. والعالم يكتفي بالمراقبة
منذ عام 2014، وثق مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة أكثر من 75 ألف حالة وفاة واختفاء، منها ما يزيد على 39 ألفًا في مناطق تعاني من النزاعات.
وتسلّط هذه الأرقام الضوء على الترابط الخطير بين النزوح، وغياب الأمن، وغياب مسارات الهجرة الآمنة، في ظل تقاعس عالمي واضح عن إيجاد حلول جذرية لهذه المآسي.