تشهد المنطقة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، بعد أن أطلقت إيران، صباح اليوم الثلاثاء، دفعة صاروخية جديدة استهدفت قلب إسرائيل، تزامنًا مع رد إسرائيلي باغتيال رئيس الأركان الجديد للجيش الإيراني، علي شدماني، في قلب العاصمة طهران، في ما بدا أنه دخول الصراع بين الجانبين مرحلة أكثر مباشرة وخطورة.
إيران تقصف تل أبيب
أفادت وكالة فارس الإيرانية أن دفعة من 20 إلى 30 صاروخًا أُطلقت من داخل الأراضي الإيرانية باتجاه إسرائيل، في واحدة من أكبر الهجمات المباشرة منذ بداية المواجهة الأخيرة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن أحد الصواريخ سقط بشكل مباشر على مبنى سكني مكون من 8 طوابق في مدينة هرتسيليا شمال تل أبيب، مخلفًا خسائر بشرية وأضرارًا مادية كبيرة.
وقد دوّت صفارات الإنذار في مناطق وسط وشمال إسرائيل، بما فيها تل أبيب الكبرى والقدس، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت جزءًا من التهديدات الصاروخية.
وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية عن إصابة 15 شخصًا بين ضحايا للهجوم المباشر والمصابين خلال محاولتهم التوجه إلى الملاجئ، كما اشتعلت 8 حرائق بسبب الشظايا، تعامل معها أكثر من 20 طاقم إطفاء.
اغتيال رئيس أركان الحرب الإيراني
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارة نوعية استهدفت مقرًا في وسط طهران أسفرت عن مقتل القائد العسكري الأعلى علي شدماني، رئيس أركان الحرب الجديد في الجيش الإيراني، وأحد أبرز الشخصيات الأمنية المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي.
وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، فإن شدماني كان يتولى قيادة “خاتم الأنبياء للطوارئ”، الجهاز المسؤول عن إدارة المعارك وخطط إطلاق الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، مما يجعل استهدافه بمثابة ضربة عسكرية وأمنية مؤلمة لطهران.
كما أعلنت تل أبيب أنها نفذت غارات مكثفة على عشرات المواقع داخل غرب إيران، استهدفت فيها مخازن ومسيرات ومنصات إطلاق صواريخ أرض–أرض.
الضربات المتبادلة مستمرة
وأعلنت إيران عن تدمير 3 مسيرات إسرائيلية في محافظة لرستان بنجاح، إلا أن السلطات الأمنية هناك أكدت مقتل 21 شخصًا على الأقل في هجمات إسرائيلية، بينهم 3 في كاشان و4 جرحى جراء سقوط مقذوفات إسرائيلية.
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية أن مدينة تبريز شمال غرب البلاد تعرّضت لهجوم بمسيرة إسرائيلية أطلقت 4 صواريخ على المنطقة الصناعية، مما أسفر عن أضرار كبيرة وسقوط ضحايا لم يتم الإعلان عنهم رسميًا حتى الآن.
نحو مواجهة إقليمية مفتوحة؟
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتبادل فيه طهران وتل أبيب الهجمات الجوية والصاروخية منذ أيام، عقب عملية إسرائيلية سابقة أطلقتها تحت اسم “الأسد الصاعد” استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية داخل إيران، وأعقبتها طهران بعملية رد موسعة سميت “الوعد الصادق 3”.
ويرى مراقبون أن وتيرة التصعيد وخطورة الضربات المتبادلة تنذر بتحول الاشتباك إلى مواجهة إقليمية مفتوحة، خاصة في ظل دخول مناطق مدنية ومقار حكومية حساسة ضمن بنك الأهداف المتبادلة.
وفيما يواصل الطرفان التأكيد على “الرد الحاسم”، يبقى المجتمع الدولي في موقف المتفرج، في ظل غياب أي مؤشرات على جهود وساطة حقيقية قادرة على كبح جماح الحرب.