أدان المركز القطري للصحافة بأشد العبارات قصف إسرائيل مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمي في العاصمة الإيرانية طهران، في هجوم صاروخي أدى إلى انقطاع البث المباشر وسقوط ضحايا من موظفي المؤسسة الإعلامية، واصفًا ما جرى بأنه “تحدٍ صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية”.
وجاء في بيان للمركز اليوم الثلاثاء أن هذا القصف “يؤكد استمرار النهج الإسرائيلي القائم على استهداف المؤسسات الإعلامية، في محاولة واضحة لقمع التغطية ونقل الحقيقة، كما جرى في غزة سابقًا والآن في إيران”.
“استراتيجية إسكات الإعلام”
واعتبر المركز أن استهداف البنية الإعلامية الإيرانية يأتي في سياق حملة منظمة بدأت منذ عدوان 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على قطاع غزة، وشملت “قصف مباني إذاعية وتلفزيونية، ومكاتب وكالات أنباء، واغتيال صحفيين خلال أدائهم لمهامهم في أماكن التمركز، وحتى خلال تلقي العلاج”، وفق البيان.
وأضاف أن استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في قلب العاصمة الإيرانية “يمثل تطورًا خطيرًا في سياسة إسرائيل الإعلامية، ويعكس نية مبيتة لطمس التغطيات الميدانية، ومنع العالم من الوصول إلى صور وفيديوهات توثق حجم العدوان وتبعاته على المدنيين”.
لحظة الانفجار.. على الهواء مباشرة
وكانت القناة الإخبارية الإيرانية قد بثت، مساء أمس الاثنين، مشاهد حية من داخل الأستوديو لحظة سماع دوي الانفجار وسقوط الحطام، مما أجبر المذيعة على التوقف عن التقديم وسط حالة من الذعر.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن عددًا من موظفي الإذاعة والتلفزيون أصيبوا بجروح، دون إعلان حصيلة رسمية حتى الآن.
انتهاك صريح للقانون الدولي
ويؤكد مراقبون أن استهداف المؤسسات الإعلامية أثناء النزاعات المسلحة ينتهك القانون الإنساني الدولي، الذي يضمن حماية المدنيين والصحفيين، ويصنف الاعتداءات على وسائل الإعلام كـ”هجمات غير مشروعة”، ما لم تكن هناك أدلة قاطعة على استخدامها لأغراض عسكرية – وهو أمر لم يُقدَّم في أي من الحالات المشابهة، سواء في غزة أو طهران.
دعوة للتحقيق والمساءلة
وختم المركز القطري للصحافة بيانه بدعوة المجتمع الدولي ومنظمات حرية الصحافة إلى التحرك الفوري والتحقيق في الهجمات المتكررة على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، مؤكدًا أن “الصمت الدولي المستمر يشجع على ارتكاب مزيد من الانتهاكات بحق الإعلام وحرية التعبير”.