في خطوة تعكس التوتر المتصاعد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية، ترافقت مع إغلاق شامل وقيود مشددة على حركة الفلسطينيين، وتحذيرات غير مسبوقة من إظهار أي “فرح” بالقصف الإيراني على إسرائيل.
حملة اعتقالات واسعة
اعتُقل عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء في مختلف مناطق الضفة، وتحديدًا في:
-
الخليل: أكثر من 15 معتقلًا في بلدات دير العسل، إذنا، سعير، إضافة إلى مداهمات لأسرى محررين وتخريب منازلهم.
-
رام الله والبيرة: اعتقال 11 شخصًا، بينهم 4 أطفال.
-
بيت لحم: 4 معتقلين في قرية العساكرة.
-
نابلس: تضييق أمني مشدد وقيود على الدخول والخروج من المدينة.
في بعض المناطق، حوّلت قوات الاحتلال مباني سكنية إلى ثكنات عسكرية، في مؤشر إلى نية تصعيد مستمر.
تحذير من الفرح بقصف إيران
في تطور غير مسبوق، علّقت القوات الإسرائيلية منشورات في منازل فلسطينية تحذر من “إظهار الفرح” بالقصف الإيراني على إسرائيل، دون توضيح العقوبات، مما يُعدّ محاولة لكتم التعبير السياسي والمعنوي لدى الفلسطينيين في الضفة.
ويأتي ذلك بينما تواصل إيران شنّ هجمات على إسرائيل منذ فجر الجمعة، أوقعت 13 قتيلًا إسرائيليًا ومئات الجرحى، وألحقت دمارًا في تل أبيب ومدن كبرى.
شلل في الحياة اليومية بفعل الإغلاقات
يُطبّق الاحتلال إغلاقًا خانقًا منذ ثلاثة أيام، شمل:
-
إغلاق مداخل القرى والمدن ببوابات حديدية وحواجز ترابية.
-
إغلاق مدينة نابلس بالكامل تقريبًا.
-
نقاط التفتيش في قلقيلية والخليل تمنع التنقل حتى في الحالات الإنسانية.
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بلغ عدد الحواجز العسكرية في الضفة 898 حاجزًا، منها 146 حاجزًا جديدًا بعد 7 أكتوبر 2023.
عقاب جماعي متواصل
الوضع في الضفة يتدهور منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، حيث تشير الإحصاءات الفلسطينية إلى:
-
978 شهيدًا في الضفة منذ بداية الحرب.
-
17,500 معتقل.
-
آلاف الجرحى والنازحين.
-
تكثيف اعتداءات المستوطنين على القرى والمزارعين.
وتعتبر منظمات حقوقية هذه الإجراءات أشكالًا من العقاب الجماعي الممنهج، يترافق مع حرب الإبادة في غزة، التي خلفت حتى الآن أكثر من 183 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب مجاعة ومفقودين ودمار شامل.
خلاصة التحليل:
-
إسرائيل تخشى ارتدادات الهجمات الإيرانية على الداخل الفلسطيني، خصوصًا في الضفة، حيث المزاج الشعبي يعكس تعاطفًا مع خصمها الأكبر.
-
الجيش الإسرائيلي يستخدم القبضة الحديدية في الضفة للردع والتخويف، وسط تراجع أي أفق لحل سياسي أو تهدئة.
-
الربط بين التصعيد الإقليمي وبين الواقع اليومي في الضفة يُنذر بجولة جديدة من المواجهات الشعبية أو حتى انتفاضة جديدة.