1. الانتقال من الحروب بالوكالة إلى المواجهة المباشرة
في السابق، كانت إيران تُدير صراعها مع إسرائيل عبر وكلائها (حزب الله، حماس، الحوثيين). لكن الضربات المباشرة من داخل الأراضي الإيرانية على إسرائيل تغيّر المعادلة، وتنهي “الغطاء غير المباشر”. إسرائيل كذلك ردّت داخل العمق الإيراني، بما يشبه كسر الخطوط الحمراء. هذا يعني أن الردع المتبادل لم يعد نظرياً بل عملياً.
2. اختبار عملي لأنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات
رغم أن إسرائيل نجحت في اعتراض معظم الهجمات، إلا أن اختراق بعض الصواريخ والمسيّرات للمنظومة الدفاعية يدل على أنها ليست منيعة، خاصة أمام هجمات الإغراق المنظّم (Swarm or Saturation Attacks). هذه الهجمات تفتح الباب أمام سؤال خطير:
هل تستطيع إسرائيل الصمود في حال تعرّضت لهجوم مكثف وطويل الأمد؟
3. الصراع التكنولوجي.. من يمتلك الزمن؟
التفوق النوعي الإسرائيلي في السلاح والدقة يقابله تفوق عددي وتكتيكي إيراني في أدوات الإرباك والاستنزاف (مسيّرات، صواريخ متوسطة الدقة، وكلاء منتشرين إقليمياً).
إسرائيل تراهن على الضربة القاصمة.
إيران تراهن على الضغط التدريجي واستنزاف النفس الطويل.
هذا يجعل الحرب بينهما حرب أنماط عسكرية متضادة، لا مجرد تبادل أدوات تقليدية.
4. صراع العقائد القتالية أكثر من صراع العتاد
إسرائيل: تعتمد على مبدأ التفوق الجوي والحسم السريع لمنع انزلاق حرب شاملة.
إيران: تعتمد على مبدأ “حرب غير متماثلة” عبر تشتيت وتآكل قدرات العدو على مراحل، دون إثارة تدخل مباشر من القوى الكبرى.
هنا تتجلى الاختلافات الإستراتيجية الجوهرية: بين عقلية “اضرب أولاً”، وعقلية “استنزف وانتظر الوقت المناسب”.
5. عولمة الصراع.. كل ضربة محسوبة دولياً
لم تعد الضربات تمر من دون أن تمر على طاولة الحسابات الأميركية والروسية والخليجية.
أي تصعيد غير محسوب الآن يمكن أن:
يؤثر على الأسواق النفطية.
يفجّر جبهات جديدة (مثل لبنان أو اليمن).
يستدعي تدخلاً دولياً غير مرغوب.
وهذا يخلق واقعاً جديداً: كل طلقة يجب أن تُحسب على أكثر من ميزان، وليس فقط عسكرياً.